هناك اتفاق بين علماء التربية وأساتذة طب نفس الطفل، على قيمة الحضانة أو أهمية السنوات التي يمضيها الطفل برياض الأطفال، نظراً لأنها تساعد على تحديد ملامح شخصية الطفل، وتفتح الباب واسعاً لتنمية مهارات الطفل الحركية والفنية والاجتماعية، إلى جانب أن مجتمع الحضانة بما يحويه من شخصيات وأسلوب تعامل وساعات طويلة يمضيها الطفل بعيداً عن حضن الأم وحاجاته الخاصة الحميمة، لهو خير نموذج للعالم الخارجي الذي سيواجه الطفل إن عاجلاً أو آجلا. لشرح التفاصيل كان اللقاء والخبيرة التربوية ومديرة حضانة” الطفولة المبكرة” الأستاذة إحسان عبد العزيز محمد.
الحضانة مجتمع جديد للطفل
- الحضانة تعوض الأطفال عن الأسرة، والحب الذي يفتقده لبضع ساعات في اليوم، مقابل حب من لون آخر لابد أن يُدرَب عليه ويحسه ويستمتع به.
- يتعرف في الحضانة على أفراد غير الأسرة يدخلون على نفسه السعادة كنوع من المجتمع الآخر، الذي لابد أن يخالطه، ويُنفث معهم عن فرديته ويطرد الخجل.
- مجتمع الحضانة يدفع الطفل للاعتماد على النفس والثقة فيها، والفهم المبدئي لمسألة الحرية.
- داخل الحضانة يشعر الطفل أن كل ما يطلبه ليس شرطاً أن يُستجاب، ويتعلم أن الحرية تقف عند حرية زميله.
- يتعلم معنى الملكية الفردية وكيف تُحترم ملكية الغير، وهو تدريب على فهم الحقوق والواجبات.. ما لك وما عليك.
- البيت محدد بجدرانه وأثاثه وبالأبوين، أما دار الحضانة فهي رحبة بفنائها وأثاثها البسيط، ومن هنا تأتي الفرصة لاكتشاف عوالم أخرى متغيرة.
- مع الحضانة ذلك العالم الجديد عليه ، يتدرب الطفل على الإحساس بالزمن؛ بأن لكل شيء وقته؛ الموسيقى، الحديقة، اللعب، عكس المنزل.
الحضانة وخبرة التعامل مع الآخرين
- في الحضانة يحصل الطفل على حصيلة لغوية؛ حيث يتبادل الكلمات التي يستعملها، إضافة إلى ما يلتقطه أثناء احتكاكه بالآخرين.
- الحضانة ونشاطها تخطط للطفل أوجه النشاط الذي يهدف إلى تقوية وتسهيل استعمال العضلات وتحقيق تناسقها.
- يتم توجيه وإتاحة الفرصة للطفل، كي يمارس ويستمتع بخبرة التعامل مع الآخرين؛ من هم في سنه أو أصغر أو أكبر منه.
- يتعلم تحمل المسئولية وتوجيه ميوله واتجاهاته ومعتقداته، التي ستعينه ليصبح فرداً سعيداً منتجاً بالمجتمع.
- تتعاون الحضانة مع الأمهات في تربية الطفل وتنشئته اجتماعياً.
- ساعات وجود الطفل بالحضانة تُتيح للأمهات الفرصة ليتحررن من أعباء ومتاعب الانشغال بالأطفال فترة من النهار.
الحضانة تقلل من ألم الفطام الثاني للطفل
- الفطام الأول يحدث للطفل بامتناعه عن الرضاعة من الثدي، أما الفطام الثاني.. فهو يتمثل في ذهاب الطفل للحضانة والجلوس بها لعدد من الساعات بعيداً عن الأم ولأول مرة.
- ومع دخول الطفل للحضانة – كمكان آمن- تشعر الأم بالاطمئنان والراحة النفسية، إضافة إلى ثقتها في توفير الصحة النفسية لطفلها.
- وهذا يدفع الأمهات للإحساس بأن الفطام الثاني للطفل قد تم ومرّ بسلام، وباستطاعتها أن تمارس أعمالها وزياراتها خارج البيت.
- وأمام فرح الأمهات بدخول ابنها الحضانة؛ فهي تعتبرها فرصة لمشاهدة طفلها ومقارنته بأقرانه؛ بهدف التعرف على ما ينقصه وما يتميز به.
- . وبالتحاور والأخذ والعطاء مع المشرفة، تتمكن الأم من التعرف على الكثير من سلوكيات الطفل السلبية والأخرى الإيجابية.
- ولهذا نقول: أن للحضانة أهمية كبيرة لكل من الأم والطفل، وخصوصًا عند تمهيد الطفل للانفصال تدريجياً عن الأم، تأهيلًا للالتحاق بالمدرسة.
وجود الطفل بالحضانة يطمئن قلب الأم
- في كثير من الحالات قد لا يمكن فصل الطفل عن الأم، وذلك لشدة ارتباطه وتعلقه بها، وهو أمر قد يثقل على الأم؛ من حيث عدم تمكنها من إنجاز ما عليها من مهام وواجبات.
- تساعد الحضانة الأم على تعويد الطفل على كثير من العادات الجيدة، من خلال تعليمه غسل أسنانه بانتظام، وتعليمه طاعة الوالدين وتنشئته على خصال حميدة وطيبة.
- تستطيع الأم أن تجد الوقت الكافي لنفسها، الأمر الذي سيزيد من قدرتها على ممارسة الأعباء اليومية بشكل أفضل.
- إذا كانت الأم عاملة، فإن الحضانة تساعدها على الاطمئنان على الطفل، وخصوصاً إذا كان اختيار الأم للحضانة سليماً.
الحضانة تحدد ملامح شخصية الطفل
- أهمية الحضانة ترتكز في الأساس على أنها تمهد لتحديد ملامح شخصية الطفل، باعتبارها مرحلة هامة في حياته.
- تعويد الطفل على الاختلاط بالآخرين فينشأ شخصاً اجتماعياً، يعرف إلى حد ما كيفية التعامل مع أقرانه.
- الحضانة بمحتوياتها الجذابة من لعب كثيرة وصحبة وموسيقى وأغان وحديقة، تبعد عن الطفل شبح الانطواء والعزلة.
- الحضانة بقواعدها تكسب الطفل سلوكيات جيدة، تساعد الأسرة في تربية ونشأة الطفل.
الحضانة تساعد الطفل في التغلب على الخجل
- وتفيد الطفل بالتعرف على العالم الخارجي الذي يحيط به وفهمه والتعامل معه.
- كما تساهم الحضانة في تكوين شخصية الطفل وتعزيز ثقته بنفسه.
- يستطيع الطفل من خلالها تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية، تجعله مؤهلا لمراحل مقبلة وهامة في حياته.
- مع الحضانة ينشأ الطفل معتمداً على نفسه، قادراً على القيام بكثير من الأمور بمفرده من خلال تعليمه ذلك.
- طفل الحضانة يمارس أنشطة جماعية تساعده على التغلب على خجله وانطوائه، حيث يدرك حقوق الآخرين ويحترمها.
- تساعد الحضانة الطفل على كسر حاجز الصمت، فيبدأ بالانخراط في الحديث مع زملائه، فيتعلم النطق والكلام بطريقة واضحة.
- إضافة إلى مساعدة الطفل على ممارسة هواياته واكتشافها والاهتمام بها.
خيرية هنداوي