أيتها الأم أنت أكثر بكثير من أخطائك التربوية!!

أعلم جيداً شعور أن تذهبي إلى النوم، ولكن النوم يبدو مستحيلاً، ففي كل مرة تغلقين فيها عينيك، تومض في عقلك إشارة عن أحدث أخطائك مع أطفالك.
.
وتبدأين في رؤية اللحظة التي انهار فيها صبرك وصرخت على أطفالك، وتتذكرين عيونهم الصغيرة تتوسعان خوفاً من غضبك وإحباطك المطلق.
أو ربما عندما قمتِ للمرة الثالثة على التوالي هذا الأسبوع بتقديم نفس الوجبة على الغداء، وأصررت على أن يكمل أطفالك وجبتهم.
.
أو عندما فاتتك أول قفزة لطفلك على يديه ورجليه، لأنك كنتي مشتتةً جدًا بسبب هاتفك، الآن أنتِ مأسورة بدموعهم عندما سألوا “أمي ، هل رأيتني ؟!”
.
ربما يكون أكبر من ذلك.
.
ربما يكون اليوم الذي تم فيه تشخيص ابنتك بحاجتها لمعاملة خاصة، وتلومين نفسك أنه لو كنتي أكثر انتباهاً لما حدث ذلك.
.
أو في اليوم الذي لم تتمكني من شراء الهدية التي أردتها لابنتك، لأنك لم تكوني تملكين ما يكفي من مال.
.
أو في اليوم الذي كنتي فيه مكتئبةً للغاية وكافحت للنهوض من السرير.
.
تغمضين عينيك وتبدأ كل هذه الومضات بالظهور، لا يمكنكِ نسيانها، ولا يمكنك حجبها، وتشعرين بأنك في أدنى المستويات، وتتساءلين:
.
هل صدمتهم؟
هل أفسدتهم مدى الحياة؟
هل يصدقونني عندما أخبرهم أنني آسفة؟
هل يصدقونني عندما أقول لهم إنني أحبهم؟
.
لذا عزيزتي الأم، عندما تطاردك تلك الذكريات وتطغى عليك تلك الأسئلة، تذكري هذا:
أنت أكثر بكثير من أخطائك التربوية
أنت أكثر بكثير من اليوم الذي أفسدت فيه كل شيء.
هذه الحقيقة البسيطة هي حقيقة عظيمة لدرجة أنها أصبحت واحدة من الأسرار التربوية العظيمة:
.
“ما نفعله كل يوم، أكثر أهميةً مما نفعله من حين لآخر”
.
لنكررها سويةً:
.

“ما نفعله كل يوم، أكثر أهميةً مما نفعله من حين لآخر”

.
علقوها أمامكم دائماً.
.
ولكن هل تعمل هذه المقولة دائماً؟ بالتأكيد لا.
.
ماذا يعني ذلك؟ يعني أنه إذا كنتي تمارسين الرياضة يومًا واحدًا فقط في الشهر، فسوف تخسرين لياقتك البدنية، وإذا قمتِ بإرسال رسالة نصية إلى صديقتك مرة واحدة فقط في السنة، فمن المحتمل أن تخسري علاقتك بها، فجرعة واحدة من الأشياء الجيدة لا تكفي للاستمرار.
.
لكن جرعة واحدة من الأشياء السيئة لن تدمرك أيضًا.
.
أنت هي الأم التي تكونين عليها معظم الأيام، فتلك اللحظات الصعبة التي تمرين بها لا تحدد من أنت، ولا تحدد نوع علاقتك بأطفالك، فأنت أكثر بكثير من خطأ تربوي ارتكبته.
.
لذا عزيزتي الأم، لا بأس بإغلاق عينيك.
.
فلا بأس من ترك تلك الومضة المؤلمة في دماغك، ولا بأس أن تخبري نفسكِ قصة مختلفة، قصة ذات نهاية جميلة.
.
لأنه عندما تستيقظين غدًا وتعيشي هذه القصة، ستكون القصة الوحيدة الصحيحة بالفعل.
.
لذا نامي وأغضي عينيكي، وخذي قسطاً كبيراً من الراحة، لأنه ينتظرك غداً يومٌ جميلٌ مليء بالنشاط والحب والحياة الأسرية السعيدة.

This website uses cookies.