خطوات بسيطة ليصبح طفلك اجتماعياً ومحبوباً

الطفل المنطوي على نفسه، المنعزل عن الآخرين، الذي لا يرحب باللقاءات الاجتماعية، ولا يستطيع الاندماج في اللعب مع أقرانه المماثلين له في العمر، هو طفل حزين مكتئب غير محبوب، وللأسف تظل معه هذه الصفات حتى يشب طالباً جامعياً. إليك بعض الخطوات التي يجب اتّباعها ليصبح طفلك ناجحاً اجتماعياً، اللقاء مع محاضرة التنمية البشرية, وأستاذة طب النفس الدكتورة فاطمة الشناوي.

تأثير معاملة الآباء على سلوك الطفل

يجب على الآباء إدراك أن هناك فروقاً فردية بين طفل وآخر، بين إخوته أو المحيطين به، فهناك أطفال اجتماعيون يندمجون بسرعة، وآخرون يحتاجون إلى التشجيع .والاهتمام؛ حتى يستطيعوا الاندماج مع من حولهم.

المقارنة لا تشجع الطفل، وإنما تزيد من إحباطه وتشعره بعدم تقبل سلوكياته أمام الوالدين، مما يزيد من انطوائيته أو عدوانيته سواءً على نفسه أو الآخرين.

عدم إجبار الطفل على سلوك ما وهو غير مستعد أو متقبلاً له نفسياً، والأفضل معرفة سبب عدم قدرته على تكوين الصداقات.

بالحوار والتحايل يمكن للآباء التعرف على السبب، فقد يكون الخطأ في أسلوب التربية، أو نتيجة لخجل الطفل الزائد.
حاولوا الاستماع للطفل، واتركوه ليعبر عن مخاوفه، وأنصتوا له باهتمام، بدلاً من إحباطه بتوجيه اللوم والعتاب أو تكرار الكلمات.


الآباء قدوة لأبنائهم فيما يفعلون

للقصص دور كبير في دفع الطفل للحياة الاجتماعية
الأطفال يشاهدون أكثر مما يسمعون، يتعلمون عن طريق المحاكاة، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، لذا دعي طفلك يشارك اجتماعاتكم العائلية أو مع أصدقائكم بالمنزل أو النادي، ليشعر بمدى ترحيبكم وسعادتكم بالضيوف.
قدمي دعوة لوالدة زميل طفلك بالمدرسة لحضور مناسبة ما، خطوة تعمل على إزالة حاجز الخوف والرهبة، وتعلم طفلك.


شجعي طفلك على تكوين صداقات

من الأمور المهمة التي يجب على الوالدين الاهتمام بها، هي قدرة الطفل على تكوين الصداقات والتفاعل مع من حوله، لذا من المهم التحدث مع الطفل عن معنى الصداقة وأهميتها.
دعوة الأصدقاء أو الأقارب بالبيت فرصتك لتعليم الطفل طريقة استقبال الضيوف، وتحدثي معه عن المسموح وغير المسموح ،وعن القواعد والقوانين التي يجب الالتزام بها أمامهم.
اتركيه يشاركك إعداد قائمة المشروبات والأطعمة والحلوى، والألعاب والأنشطة التي يمكنه أن يقوم بها مع الطفل أو الأطفال الآخرين.
.شاركي أصدقاء طفلك مناسباتهم الاجتماعية.
ولا تتأخري في تلبية الدعوات التي تصل إليك؛ مناسبات عيد ميلاد أو حفل نجاح.
اجعلي طفلك يشارك أصدقاءه فرحتهم، وساعديه في اختيار الهدية المناسبة.
هل تعلمين أن القصص والحكايات لها دور كبير ومهم؟ ما يدفع الطفل للتمسك بالحياة الاجتماعية وسط أصدقائه.
لذلك احرصي على اختيار القصص المناسبة والهادفة التي تساعد في جعل طفلك اجتماعياً.
يتَّصف بعض الأطفال بالخجل، وهو من الصفات المتوارثة من الوالدين، الأطفال الخَجِلون يفضلون وجود والديهم بالمكان.
يخجلون من الأشخاص الغريبين ولا يقتربون منهم.
عكس الأطفال الآخرين الذين يُمكنهم البقاء وحدهم أو الاقتراب من أشخاص غير معروفين لديهم.


ساعدي طفلك على الخروج من عزلته

مساعدة الطفل على التخلُّص من عزلته أو تخفيف أثرها ،من خلال تطوير بعض مهاراته ؛ومساعدته على اللّعب وتكوين الصداقات.
من الممكن تطوير المهارات الاجتماعيّة لدى الطفل منذ السنة الأولى من عمره مثل اللّعب معاً بقطع المكعبات، أو ركل كرة كلٌّ بدوره.
ومن المهم تعليم الطفل في هذه الألعاب أنّ لكلّ شخص دوراً في اللعب ،ومساعدة الطفل على تقبُّل الأطفال الآخرين واللّعب معهم.
مناقشة الطفل في الألعاب التي يسمح للأطفال الآخرين بالتشارك معه في لعبها ، وتعليمه المُشاركة في الألعاب التي لا يملكها.
يُمكن للأب إحضار لعبة جديدة كالمعجون -الصلصال- ويبدأ طفله باللعب مع الآخر .عمل أنشطة ممتعة تتضمن الحركة، مسابقة جري، أو تجميع الكرات متشابهة اللون، ويكون ذلك بشكلٍ جماعيّ.
مع عدم إهمال أيّ طفل ومشاركة الجميع ،من المهم زيادة ثقة الطفل الخجول بنفسه ،وتشجيعه على الجرأة ،خصوصاً في المواقف التي يشعر بها بالخجل، ويتم ذلك بالتكلم عن نفسه ودعمه وتشجيعه.


تحذيرات للآباء تجاه الطفل غير الاجتماعي

تجنبي المبالغة في وصف مشاعر الخجول

عدم إجبار الطفل على الذهاب لشخص لا يعرفه بشكلٍ مفاجئ، بل بشكلٍ تدريجي؛ لذا من الممكن مساعدته بأن يحضِر الشخص الغريب لعبة معه ليجذب الطفل.
تشجيع الطفل على السيطرة على مشاعره، والتوضيح له أنّ شعوره بالخوف أو الرَّهبة في المواقف الجديدة هو شعور طبيعي ويستطيع التّغلب عليه.
تجنّب المبالغة في الاهتمام بمشاعر الطفل الخجول؛ إذ إنّه بهذه الطريقة لا يستطيع التغلّب على خجله.
على الوالدين إدراك أنهما قُدوة للطفل، لذا يجب التزامهما بسلوكيات اجتماعيّة صحيحة؛ حتى يتعلمها الطفل.
لا مانع من الاستعانة بكتب الأطفال من أجل تطوير مهارات الطفل، واختيار المواضيع التي تناسب هدفهم في تطوير سلوكيات الطفل الاجتماعيّة، والانتباه لمشاعر الطفل ومتابعته ومحاولة السيطرة عليه، بداية من سن الثانية، من أجل توجيهها بالشكل الصحيح.
تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره، وكلّ ما بداخله بوضوح ودون خوف. ممارسة ألعاب جماعيّة مع الطفل تُعلمه المناقشة والحوار.


خطوات ليصبح طفلك محبوباً

دربي طفلك على تنمية الجانب العاطفي الشخصي
الطفل المحبوب من قِبل والديه لديه قدرة أكبر على التعبير عن مشاعره ومشاركة الآخرين هذه المشاعر.
ينبغي على الوالدين متابعة الأنشطة والممارسات الاجتماعية لطفلهم؛ ويكون ذلك بالإشراف عليه وعلى أنشطته دون التدخُّل المباشر في اختياراته.
من المهم تدريب الطفل على ضبط عواطفه، وكذلك الوالدان عند صدور فعل سيئ من الطفل وعدم الصراخ عليه أو شتمه بعباراتٍ مُهينة.
ينبغي تدريب الطفل على تنمية الجانب العاطفي الشخصي، أو عواطفه تجاه الآخرين سواءً من قِبل الوالدين أو المشرفين عليه.


خيرية هنداوي

This website uses cookies.