ماذا تعرفون عن النحلة؟
هذه الحشرة الجميلة ذات الدور المهم في البيئة، والذي بدورنا سنقوم بشرحٍ وافٍ عنه وعن هذه الحشرة بشكلٍ عام.
بدايةً دعونا نُعرّف النحلة، فهي حشرة تنتمي لرتبة غشائيات الأجنحة، لديها وظيفتان أساسيتان، تلقيح النباتات وإنتاج عسل وشمع النحل، والغريب هو أنه يُعرَف منها ما يقارب 20.000 نوع، وهذه الحشرة الجميلة منتشرةٌ في جميع قارات العالم باستثناء القطب الجنوبي، وبالرغم من أن أكثر الأنواع المعروفة من النحل تعيش في مجتمعات تعاونية ضخمة، إلا أن النسبة الكبرى منها انعزالية وذات سلوكيات مختلفة.
التاريخ يؤكد وجود العلاقة المشتركة بين الإنسان والنحل، فقد كانت علاقة تبادل منافع. كما يشير التاريخ أن النحل تواجد في هذا الكون قبل البشر بخمس وأربعين مليون سنة. فعندما أدرك البشر أهمية النحل، قرروا تربيته بالقرب من مناطق عيشهم والاستفادة من منتجاته ومنافعه الأخرى.
أما عن منتجات النحل فهي عديدة ونذكر منها (شمع العسل، العكبر، هلام الملكي، مختلف أنواع العسل وحتى الزعاف) التي تدخل في أهم المكونات التي تستخدم في علاجات الطب البديل. فلهذه المنتجات استخدامات وقائية وعلاجية وغذائية لا تعد ولا تحصى.
وبناءً على دراساتٍ لباحثون كرواتيين، فإن منتجات النحل بما فيها الزعاف الذي تفرزه النحلة أثناء اللسع، لها دور علاجي ضد مرض السرطان.
- تاريخ النحل في المنطقة العربية
تاريخياً، بدأت علاقة الإنسان بنحل العسل منذ 4000 سنة تقريباً. وتطورت مهنة تربية النحل في الجزيرة العربية وخصوصاً في اليمن، حتى آلت إلى ما هي عليه اليوم من تربية النحل بالطريقتين التقليدية والحديثة، فالتربية التقليدية في الخلايا البلدية هي الأكثر انتشاراً والأكثر قبولاً لدى النحالين.
إن تربية النحل وإنتاج العسل من الحرف القديمة جداً في اليمن، ويعود تاريخ النحالة اليمنية إلى القرن العاشر قبل الميلاد، وقد ارتبط تاريخها بازدهار الحياة الاقتصادية في اليمن في ذلك الوقت، وعني اليمنيون بتربية النحل على مدى القرون الماضية وحتى وقتنا هذا.
كما هو من المعروف أن تربية نحل العسل ضمن ظروف اليمن التي تواجه العديد من التحديات الهامة اليوم والتي تؤثر في بيولوجية وانتشار وسلوك وتطور نحل العسل. ولعل تكيّف نحل العسل مع بيئته المحلية أو صعوبة التكيف هو أمر مثير للاهتمام. فمثلاً ارتفاع درجة الحرارة والجفاف وظروف الرعي والمراعي النحلية، ورش المبيدات، وصعوبة تقبل النحال لأساليب النحالة الحديثة، وغيرها من الأمثلة الواضحة التي تشكل إطاراً لهذه التحديات الهامة. فالنحل يزدهر في الظروف المثالية كما أنه يستجيب بشكل فعال لأي انحراف في هذه الظروف.
أما في أرض الفراعنة فقد دلت الآثار المصرية على وجود نقوش مرجعها إلى حوالي أربعة ألف سنة قبل الميلاد تدل على أن قدماء المصريين كانوا على معرفة تامة بنحل العسل واستغلاله إلى جانب تقديسهم لهذه الحشرة وتقديم العسل قرباناً للآلهة.
- ما المخاطر التي تهدد وجود النحل على كوكب الأرض؟
في هذا السياق، أشارت دراسة أعدها الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة، إلى أن نوعاً من بين 68 نوعٍ من النحل الطنان يواجه خطر الانقراض وذلك بسبب فقدان مواطنه وتغير المناخ.
وقال الاتحاد -في بيان- إن ثلاثة أنواع من النحل الطنان هي من بين أهم خمس حشرات تلقح المحاصيل الأوروبية، مشيراً إلى أن قيمة المحاصيل الأوروبية التي يسهم النحل الطنان في زراعتها -إلى جانب حشرات التلقيح الأخرى- أكثر 30.35 مليار دولار سنوياً.
- اليوم العالمي للنحل
حددت الأمم المتحدة يوم 20 أيار يومًا عالميًا للنحل، وذلك بهدف زيادة الوعي بأهمية الملقحات والتهديدات التي تواجهها ومساهمتها بالتنمية المستدامة. حيث يتزامن يوم 20 أيار مع يوم ميلاد “أنطون جانشا” الذي كان رائداً في القرن الثامن عشر لأساليب تربية النحل الحديثة في بلده الأصلي سلوفينيا، وأشاد بقدرة النحل على العمل بجد واجتهاد دون حاجتها إلى الكثير من الرعاية.
- ماذا عن تربية النحل؟
تعتبر تربية النحل من الأمور التي تشغل عقل الكثير من الناس، بناءً على ما ذكرناه سابقاً من فوائد جمة، بالإضافة إلى المردود المادي الممتاز، فإذا كنت تتطلع إلى ذلك تابع معنا أهم الوسائل والطرق لتربية النحل:
- ادرس جيداً كل ما يتعلق بالنحل.
حيث هنالك الكثير من الكتب التي ستساعدك على تربية النحل والتعرف على الكثير من المعلومات عن هذا المشروع.
- تعلم طريقة صنع النحل للعسل.
قبل أن تهم ببدء تربية النحل وإحضار الأدوات والمستلزمات المختلفة للقيام بهذه المهمة عليك أن تفهم طريقة قيام النحل بصنع العسل. حيث سيساعدك ذلك على الإلمام بالكثير عنه، فلابد أن تعرف كيف يبني النحل خليته ويطير إلى الزهور ليستخرج الرحيق منها ثم يعود إلى الخلية مرة أخرى ويحوله إلى عسل لذيذ.
- كن على تواصل مع منظمات تربية النحل.
ستجد الكثير ممن يهتم بتربية النحل في كل مكان، ومن أجل أن تضمن أن يكون مشروعك هو الأكثر نجاحاً عليك أن تهتم بزيارة هذه الأماكن.
- اختر المكان المناسب للخلية.
من أجل أن يستمر مشروعك وتستطيع الحفاظ على خلية النحل لابد أن تحرص على اختيار المكان المناسب لذلك. وعادة ما يكون هذا المكان هو فناء المنزل أو المزرعة أو أي مكان يقترب من المزروعات، نظراً لكون النحل يقوم بالطيران لمسافاتٍ طويلة للغاية لجمع رحيق الزهور.
- وفر الماء النظيف للنحل.
لك أن تدرك أن النحل يحتاج إلى المياه دائماً خاصةً خلال فصل الصيف، لذلك لابد من توفير العديد من أوعية المياه بالقرب من النحل، حتى يستطيع الشرب ويكون في نفس الوقت بجوار المزروعات لامتصاص الرحيق.
- دور الفرد في حماية النحل
على البشر أن يعوا تماماً دور النحل الرئيسي في التوازن البيئي، وأهميته في العلاجات كما أسلفنا سابقاً.
لذا فعلينا الحد من بعض الأنشطة الخاطئة التي يقوم بها البشر، والتي تساهم في زيادة المخاطر التي تهدد وجود النحل، كاستخدام المبيدات الحشرية وتغيير استخدام الأراضي وممارسات الزراعة الأحادية من العناصر الغذائية المتاحة والتي تهدد بدورها مستعمرات النحل.
كما علينا أن ندرك أن النحل يقدم أهم الخدمات للإنسان مثل تلقيح المحاصيل الزراعية المختلفة، فالنحل أصبح لا غِنى عنه في الاقتصاد الزراعي لدينا.
لذلك، يتوجب علينا جميعاً المحافظة على النحل في بيئتنا، والوعي التام بدوره الهام في هذا الكون الفسيح، فلو تضرر النحل من حولنا، سيلحقنا الضرر بشكلٍ أو بآخر.