في كثير من الأحيان قد يقوم طفل أكبر أو أصغر أو حتى في نفس عمر طفلكما بالاعتداء بالضرب أو التنمر عليه، فتجدوه لا يحرك ساكنا أو لا يدافع عن نفسه، فتتأثرون بهذا المشهد، وفي كثير من الأحيان لا تدرون ما العمل، وما هو التصرف الصحيح، هل يجب علينا التدخل هنا وإيقاف الطفل المعتدي، أم يجب علينا أن نقسو على طفلنا لتعليمه الدفاع عن نفسه، أو نتركهم ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم، هل من الصحيح أن أعلمه أن يضرب من ضربه، أو أعلمه أن يسامح ويعفو؟؟!!
كل هذه الأسئلة كثيراً ما تحير الآباء، لذلك ولمعرفة الطريقة السليمة لتعويد الطفل الصغير على حماية نفسه والدفاع عنها يقول المختصون أن الدور الأول والأساس يعود لتربية الآباء لطفلهما، فهذه التربية تجعل من الطفل إما طفلاً خنوعاً أو طفلاً يدافع عن نفسهِ أو طفلاً لا يقبل الهزيمة أبداً.
وهنا يجب أن ننوه إلى أنه يجب على الوالدين تربيةِ طفلهما على تقدير ذاته وحمايتها مما يهدد كرامته واعتباره، ويجب كذلك أن يحرص الأبوان على إكساب طفلهما المهارات النمائية اللازمة له لتأكيد حضوره بين أقرانه، من علاقات اجتماعية تفاعلية، وأهمها الاستقلالية، وإبداء الرأي، والمبادرة، والتفاوض، والحوار…..
ولا يجب عليهما أبداً أن يعوداه على أن يرد الضربَ بالضربِ، لأن هذا يجعلنا كمن يعيش في غابة، بل يجب أن يعلماه التسامح فعلاً، ولكن تسامحٌ مع ثقة بالنفس، وليس تسامحاً مع خنوع وضعف، فليس كل طفل مؤهلٌ للدفاع عن نفسه حين تدعوا الضرورة.
ومن أكبر الأخطاء التي يقع فيها الوالدان أن يعنفا طفلهما ويلوماه إن تعرض لاعتداءٍ، وبدلا من ذلك يجب عليهما احتضانه ومحاورته،
ونضع هنا بعض النصائح التي نرجو أن تكون مفيدة في تربية الطفل على الدفاع عن نفسه:
1. إذا تعرض صغيرك لاعتداء لا تنفعلي ولا توجهي إليه أي لوم أو نقد، استمعي إليه بهدوء وشجعيه ليحكي لك ما حدث، وطمئنيه أنك موجودة حين يحتاج إليك، ساعديه ليتصرف بمفرده وأثني على قدرته في حل الأمر بطريقة سلمية، وأعطه الأمان والحب وليس التدليل.
2. يمكنك أن تعلميه بعض فنون الدفاع عن النفس (الكاراتيه – الكونغ فو – الجودو).
3. شجعيه على البقاء في الأماكن الآمنة المكشوفة التي بها جمع من الناس فهذا أكثر أماناً له حتى لا يكون فريسة سهلة للمعتدي.
4. لا تجعليه يخفي الاعتداء عليه كما لو أنه دليل ضعفه لأن هذا يزيد الأمر سوءاً ويزداد الاحتمال بعدم القدرة على المواجهة مستقبلاً.
5. دعي طفلك خلال المشاكل الصغيرة ليتصرف بنفسه حتى يعتاد التفاوض ورد العدوان والتفاهم والتعامل. لكن في الحالات التي يتعرض فيها لعدوان أشرس من أن يرده بمفرده لا بد من تدخل الكبار.
6. لا تقولي له اضرب من ضربك أو أسقط من أسقطك لأنك تعلمينه حينئذ منطق الغاب وستكونين أول من يشتكي، لأنه سيطبق عليك نفس القاعدة وهي أخذ ما يتصور أنه حقه بيده.. وعندما يعلو صوته ويقوى ساعده فلن تستطيعي أن توجهيه بأي صورة لأنه قد تعلم أن يستخدم يده في حسم المواقف وألا يحترم نظاماً أو قانوناً.