لا أحد يستطيع أن ينكر أن التلفاز دخل إلى كل بيت، وأصبح جزء لا يتجزأ من حياة كل فرد منا، وبالأخص الأطفال.
وقد تناولت آلاف الدراسات آثار مشاهدة التلفاز سواء النفسية أو الاجتماعية أو الصحية على الأعمار المختلفة، وأوضحت دراسة حديثة آثار قضاء الأطفال للساعات الطويلة أمام التلفاز على عدد ساعات نومهم.
حيث أشارت العديد منها إلى أن الأطفال وبشكل خاص الذين تتواجد أجهزة التلفاز في غرف نومهم ينامون فترات أقل من أقرانهم الآخرين، ومن المعروف أن أهمية النوم كبيرة جدا بالنسبة للأطفال الصغار، إذ إن نمو الجسم وكذلك نمو المخ يحتاج إلى الراحة والنوم.
وقد تتبعت هذه الدراسة 1800 طفل من عمر ستة أشهر وحتى عمر ثماني سنوات مع أمهاتهم لمدة طويلة لمراقبة صحة الطفل من مرحلة ما قبل الولادة وهو جنين وحتى بلوغه سن الثامنة وتعرضه للكثير من العوامل التي يمكن أن تؤثر على صحته.
ووجد الباحثون أن هناك علاقة بين عدد ساعات مشاهدة التلفاز وقلة ساعات النوم، حيث أن كل ساعة مشاهدة للتلفاز تقلل من النوم بمقدار سبع دقائق يوميا، وكان التأثير أكبر على الفتيان منه على الفتيات. وهذا أمر يجب أن لا نغفل عنه نظرا لتزايد ساعات مشاهدة التلفاز بسبب ازدياد قنوات الأطفال التي تعمل على مدار اليوم كله بدون توقف.
وقد وجدوا أن الأطفال الذين تحتوي غرف نومهم على تلفاز انخفضت فترة نومهم نصف ساعة من معدلات النوم يوميا، وهو ما سينعكس سلباً على صحتهم الجسدية وقدراتهم الذهنية مستقبلاً.
هذا بالإضافة لما للتلفاز من تأثير على ازدياد أمراض القلب عند الأطفال، حيث أشارت دراسة أخرى إلى أن الأطفال الذين يقضون أكثر من ساعتين يوميا في مشاهدة التلفاز أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بسبب ازدياد تناولهم للوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية، هذا بالإضافة إلى حالة الخمول والكسل التي تصيب الطفل بسبب جلوسه أمام التلفاز لفترات طويلة.
وقد لاحظت الدراسة أن الأطفال في المرحلة المتوسطة تقريبا في بداية فترة المراهقة الذين كانوا يشاهدون التلفاز لمدة تتراوح بين ساعتين وست ساعات زادت مساحة كتلة الجسم لديهم وهو ما يعني مؤشرات لإصابتهم بالبدانة هذا بالإضافة إلى إصابتهم بارتفاع في ضغط الدم وأيضا زيادة في ضربات القلب وتأخر في رجوع معدل نبضات القلب إلى معدلاتها الطبيعية بعد بذل مجهود معين.
بالإضافة إلى ما يشاهده الأطفال من إعلانات في أغلبها لا تكون ذات فائدة على الطفل، لذا توصي الجمعية الأميركية لطب الأطفال بألا تزيد فترة المشاهدة لهؤلاء الأطفال على ساعتين يوميا.
وتنصح لمسة هنا إلى الحرص على تقليل ساعات مشاهدة التلفاز إلى ساعتين، مع العمل على تشجيع الأطفال على الحركة واللعب والرياضة، الأمر الذي يعود عليهم وعلى صحتهم مستقبلا بالنفع.