هل تساعد الحيوانات الأليفة الأطفال؟

من المعروف أن الأطفال يحبون الحيوانات الأليفة وهذا أمر جيد، فهذه المخلوقات سواء كانت كبيرة الحجم أوصغيرة تساعد في تعلم الأطفال وتدخل السعادة على قلوبهم وتقدم نوعًا خاصًا من الرفقة لهم.

.

ومما يدلك على هذه العلاقة بين الأطفال والحيوانات الأليفة جولة صغيرة في غرفة طفلكم،  ستجدون أن قصصهم مليئة بالحيوانات الأليفة، وألعابهم، وجدرانهم، وحتى ملابسهم وأغطية فرشهم، كل ذلك يحتوي على صور وأشكال حيوانات سواء حقيقية أو خيالية.

.

لذا فهذه العلاقة متجذرة في عقول الاطفال منذ ولادتهم، لذلك فإن وجود حيوان أليف في حياة الطفل سيكون له أثر كبير في شخصيته مستقبلاً.

.

بدايةً تبين الدراسات أن حجم الأموال التي تنفق على الحيوانات الأليفة تضاعفت خلال السنوات العشر الماضية، حيث ارتفعت إلى أكثر من 38 مليار دولار، وفقًا لجمعية مصنعي منتجات الحيوانات الأليفة الأمريكية، وهذا الرقم يقلل بشكل كبير من حجم صناعة الألعاب (23 مليار دولار) وصناعة الحلوى (24 مليار دولار).

.

وهذا يدل على التوجه الذي أصبح سائداً لدى كثير من العائلات التي تحتوي أو لا تحتوي على أطفال، بحيث تملك العائلات حيواناً واحداً على الأقل، كما بينت دراسة أن 4 من 10 أطفال ولدوا في عائلات تربي حيواناً أليفاً، و أن أكثر من 90% من الأطفال قد عاشوا خلال مرحلة من مراحل حياتهم مع حيوان أليف.

.

ويؤكد الدكتور عمرو صلاح الدين – استشاري الطب النفسي – أهمية تواجد الحيوان الأليف في حياة الطفل، ويشير إلى نتائج دراسة حديثة نُشرت في يونيو 2016 في الدورية الأمريكية للسلوك البيطري تفيد بأن اقتناء حيوان أليف يقلل من الإجهاد ويجعل التعامل بين أفراد الأسر التي يعاني أحد أطفالها من التوحد أسهل، وبالتالي يحسن من نوعية حياتهم.

.

كما أن تربية الحيوان الأليف من قبل الطفل، وتواجده بجواره سيكسبه العديد من الصفات الحميدة، مثل إظهار مشاعر الحب والرعاية للآخرين وتحمُّل المسؤولية، وترسيخ مبدأ توزيع الأدوار داخل الأسرة.

.

وهنا يجب أن نذكر أن هذه العلاقة يجب أن تكون محط انتباه ومتابعة ومراقبة من الأبوين، بحيث أنه إذا كان تعلق الطفل كبيراً بحيوانه الأليف، فهنا يجب التدخل لئلا تؤثر هذه العلاقة على شخصية الطفل مستقبلاً، فقد تجعله انطوائياً، أو قد تكون العلاقة عدوانية وهنا يجب أيضاً دراسة سلوك الطفل نحو حيوانه الأليف.

.

والجدير بالذكر أنه ليس جميع أنواع الحيوانات تكون مناسبة للطفل، بل يجب على الأهل أن يدرسوا نوع الحيوان المراد تربيته، وهل يتناسب مع طفلهم أو لا من حيث الحجم، والسلوك، وسهولة الخدمة، ويدخل عوامل أخرى كذلك كطبيعة المكان الذي يعيش في الطفل، وحجمه، والأمراض التي يعاني منها الطفل، والكثير من العوامل الأخرى.

.

نهاية فإن الكثير من الدراسات تبين أن الأطفال الذين يهتمون بحيوانهم الأليف أكثر سعادة وأكثر عاطفة من الأطفال الذين لم يختلطوا مع حيوان أليف من قبل، لذا من الجميل أن تشجعوا الطفل على تحمل مسؤولية حيوان أليف خلال حياتهم لتزرعوا عندهم حساً بالمسؤولية على الأقل.

This website uses cookies.