من المعروف أن حب الأجداد للأحفاد كبير جداً، فالمثل العربي “ما أعز من الولد إلا ولد الولد” معروف منذ قديم الزمان، وهو صحيح إلى حد ما، فالأجداد يرون أن أحفادهم عزيزون عليهم جداً، وهذا أمر يجعل الأطفال يميلون إلى زيارة أجدادهم كثيراً، بل والتعلق بهم أكثر.
ومع هذا الحب يأتي التدخل في التربية، من وجهة نظر الآباء، فإن كثير من الآباء يرون أن تدخلات الجد والجدة في تربية الأبناء قد يكون غير مقبولاُ أحياناً وخاصة فيما يتعلق بالدلال.
فعندما يتواجد الأجداد مع أحفادهم هنا يتم كسر جميع القواعد، ولا يلتزم الأبناء بالقوانين التي تم وضعها من قبل الآباء، وهذا ما يزعج الآباء والأمهات كثيراً.
وإذا توقف الأمر على الدلال فهذا أمر هين، ولكن عندما يصل الأمر إلى النهر والزجر والعقاب، هنا قد تصل الأمور إلى ذروتها وخصوصاً عندما يكون التعامل مع أجداد الطفل من ناحية الأب، فلن يروق الأمر للأم كثيراً.
ولكن ما الذي يجب علينا فعله، بحيث لا نجرح الأجداد، ولا نكسر القواعد مع الأطفال؟
أولاً: عند التعامل مع الأطفال سواء بالمدح أو العقاب، لا يجب أن يكون هناك إسراف، فخير الأمور الوسط، لا تسرفوا بالمدح أمام الأجداد، ولا تبالغوا بالعقاب، واتركوا الوقت الذي يقضيه أطفالكم مع أجدادهم وقتاً خاصاً بهم.
ثانيا: إن ما يقوم به الأجداد غالباً ما يكون بدافع الحب لأحفادهم، وهذه العلاقة هي ما تقوي الرابطة بينهم.
ثالثاً: إذا حدث أي أمر أو تصرف من الأجداد قد يتعارض مع طريقة تربية الآباء، فيجب أن يكون النقاش بعيداً عن سمع وبصر الأطفال، وبطريقة لطيفة وأسلوب راقٍ.
رابعاً: الاستعانة بخبرات الأجداد في التعامل مع الأطفال، فهذا الأمر يسعد الأجداد، كما وأن خبرتهم في التعامل مع الأطفال كبيرة، فبدلاً من تنحيتهم، شاركوهم تجاربهم.
خامساً: من الجميل أن تكون العلاقة بين الأحفاد والأجداد قوية ومتينة، فهذا يمنح الأبناء ملاذاً آمناً يلجؤون إليه عند حاجتهم لذلك وخاصة عند احتدام الأمور مع الأب والأم، وهل يوجد مكان آمن مثل حضن الجد والجدة؟!
سادساً: بينت العديد من الدراسات أن التقارب بين الأجداد والأحفاد يعمل على خفض والتقليل من أعراض الاكتئاب للطرفين.
سابعاً: إن البيت الذي يوجد به أجداد دائماً ما تكون روابطهم أقوى من البيوت التي لا يتواجد بها الأجداد، وذلك لحرص الجد والجدة على لم العائلة معاً.
ثامناً: إن السنوات التي سيقضيها الأطفال مع أحفادهم قد لا تكون بهذا الطول، لذا فمن الجيد ترك الأطفال يكونون ذكريات جميلة عن أجدادهم، حتى يحدثون أبناءهم بدورهم عنها.
وأخيراً نسأل الله تعالى أن يحفظ الآباء والأجداد، ويطيل أعمارهم، وأن يجعلهم ملاذاً آمناً لأحفادهم دائماً.