يحدث أن يواجه المربّون بعض التحديات في تربية الأطفال، بل ويجدون صعوبة في التعامل مع بعض المشكلات السلوكية أو النفسية أو الاجتماعية عند الأطفال، من هنا أتت القصة لتكون من أقوى المصادر المساندة للعملية التربوية. وتعتبر القصة من أسهل الوسائل التي يلجأ إليها المربّون لإكساب الطفل المعرفة أو لحل مشكلة أو إيصال فكرة أو لغرس قيمة أو حتى لإدراك شعور.
للقصة سحر يتجلى في تأثيره السريع على الطفل، فالتلقين المباشر لم يعد يجذب الطفل ولا يساهم في نمو شخصيته التي أصبح التعامل معها ليس يسيراً في ظل التغيرات السريعة حولنا والتي تؤثر في تكوينها، فمثلاً من السهل أن تُحذّر طفلك عن الضياع وتلقي عليه المواعظ، ولكن ماذا لو قرأت له قصة حُبكت عن طفل في مثل عمره، تناولت مشاعر الطفل الضائع، واندفاعه قبل ذلك ليتبع قطة صغيرة مرّت أمامه، ماذا واجه؟ ، وكيف تصرف؟ ، وفي الجهة المقابلة ماذا فعلت أمه التي لاحظت غيابه؟
إن التجربة التي يمر بها بطل القصة ستُكسب طفلك خبرة لن يكتسبها بالمواعظ، لأنها رُسمت له صورة كاملة عن قضية الضياع بأسلوب ممتع، وبأحداث متسلسلة سيظل يتذكرها دائماً.
القصة تختصر لك الطريق حين يستعصي عليك توجيه طفلك، وهذا سبب سحرها وجاذبيتها، فما من طفل لا يحب القصص، جرّب أن تجلس على كرسي وسط البيت وتصرف كحكواتي، وانتظر توافد أطفالك إليك وانظر الدهشة التي ستشرق على أعينهم.
نوار العبري