في البداية نُعرِّف التعليم على أنه مقدار معين من المعلومات يجب أن يحصّلها الطفل في مرحلة دراسية معينة أو في سن معين قد يسبق أقرانه وقد يتأخر عنهم وهو ما يعرف بالفروق الفردية.
تعلّمنا في مجتمعاتنا أن التعليم في المدرسة فقط.. القليل منّا من كان يذهب إلى المكتبة أو يتلقى تعليماً من أبويه، أما الآن فالمصادر كثيرة، المكتبات العامة والمكتبات الإلكترونية والمواقع والشبكات التعليمية.
لكن في بعض الدول الغربية، نشأت حركات التعليم المنزلي وبدأت في الانتشار مؤخراً في عالمنا العربي.
ما هو التعليم المنزلي
التعليم المنزلي له عدة مسميات Home Schooling أو التعليم المرن أو التعليم الموازي أو التعليم اللامدرسي.
وهو التعليم في المنزل عن طريق أحد الأبوين أو كلاهما معاً أو مدرس خاص. وحديثاً أصبح يشترك في العملية التعليمية بعض المواقع التعليمية والمنصات والمسابقات والأكاديميات الخاصة والكورسات الموجّهة للطفل أو للأم لتعليمها كيف تقدم المعلومة للطفل.
أسباب اختيار التعليم المنزلي
في بعض الدول الغربية لجأت بعض الأسر لهذا النظام التعليمي خوفاً عليهم بسبب حدوث حوادث إطلاق النار في بعض المدارس، والبعض الآخر كان هدفاً دينياً، حيث يربي طفله حسب معتقداته خوفاً عليهم من تأثير المجتمع، مثل الأسر المسلمة التي تعيش في البلاد الأجنبية.
وهنالك فئة أخرى تسعى لتعليم أطفالهم بطريقة مختلفة، حيث ترى مثلاً أنه ليس من المنطقي تأخير دراسة العلوم حتى الصف الرابع، بالمقابل يمكن تقديم العلوم بطريقة مبسطة للصغار وحثهم على فهم الطبيعة من حولهم.
ناهيك أيضاً عن التنمر في المدارس والذي يعاني منه بعض الطلاب وخصوصاً الأذكياء والمتأخرين دراسياً.
ربما من أهم الأسباب أيضاً بالنسبة لي، الإبداع، حيث أن المدارس تعتمد على التلقين والتحفيظ ، وهو ما أثبت فشله في العالم أجمع.
بعد جائحة كورونا، أظن أن أغلب الأسر تحولت من المدرسة للدراسة في المنزل ومتابعة الأبوين. حتى وإن كان بمتابعة المدرسة فهو شكل من أشكال التعليم المنزلي.
لذلك، نقول أن التعليم المنزلي ما هو إلا فرصة لتعليم الطفل كيف يفكر وكيف يبحث وكيف يتعلم ولماذا يتعلم.
ففي المدرسة نتعلم لننجح، نذاكر لننتقل إلى الصف الذي يليه، لكن في المنزل نتعلم لأجل العلم، نتعلم القراءة لكي نقرأ الكتب ونسمتع بالقصص ونتعلم الجغرافيا بالسفر والخرائط وليس رسمها وحفظها فقط. نتعلم اللغة الإنجليزية لنتواصل مع الثقافات الأخرى ونفهمها وليس لننجح في امتحان اللغة.
ولاء مصطفى محمد