عندما يدرس الطفل لوحده من سن صغيرة، سيفهم المواد الدراسية بشكل أكبر والاعتماد على نفسه، ما يجعله قادراً على تحمل مسؤولياته في المستقبل، عكس الطفل الذي اعتاد وجود الأم عند عمل الواجب، لتساعده في أداء واجباته المدرسية.
فالطفل الذي يعتمد على مساعدة عائلته لن يستطيع المذاكرة بمفرده بعد ذلك غالباً، حتى عندما يتقدم في السنوات الدراسية.
هل هنالك توقيت مناسب لمذاكرة الطفل لوحده؟
لا توجد سن محددة لتعويد الطفل على الدراسة بمفرده، فالأمر مرهونٌ بقدرات الأطفال.
ننصح بمتابعة الطفل في المرحلة الأساسية للتعليم ومساعدته في المذاكرة وأداء الواجبات المدرسية.
ومع بداية سن عشر سنوات تقريباً، من الأفضل أن يعتمد الطفل على نفسه في المذاكرة بشكل كامل، والاستعانة بالأهل في الأجزاء التي يصعب عليه فهمها بمفرده.
يمكنكم بدء تعويد طفلكم على الدراسة بمفرده كلياً بدايةً من المرحلة الإعدادية، حيث يصبح الطفل بالغاً بالقدر الذي يستطيع فيه المذاكرة والبحث عن الحلول والإجابات بمفرده.
وتؤكد الدراسات أن الطفل الذي يعتمد على نفسه في المذاكرة يؤدي أفضل من الطفل الذي يعتمد على الأهل في المذاكرة، وهذا لن يقتصر على أداء الفروض المدرسية فقط، بل هو أسلوب سلبي وسيستمر.
نقاط مهمة
- إن ترك الأطفال يدرسون لوحدهم، من الأشياء التي تعلمهم تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، وبالطبع لا نقصد أن تترك الأم طفلها تماماً دون متابعة. المقصود هو ترك الطفل ليذاكر بمفرده مع متابعته من وقت لآخر، ومساعدته في الأجزاء التي يصعب عليه فهمها أو حلها بمفرده.
- الواقع الفعلي المرتبط بمشاغل الأم عموماً. وفكرة الاعتمادية الكاملة عليها، وإن كانت ارتباطاً نفسياً فقط، تعدُ من الأمور المرهقة للأم خاصةً إن كانت عاملة.
- بعض الأطفال يستطيعون بالفعل الاستذكار بمفردهم وكتابة الواجبات دون مساعدة، ولكنهم يرفضون تأديتها وحدهم؛ فالأم عودتهم على المذاكرة بجانبهم.
كيف نشجع أطفالنا على عمل الواجب بمفردهم؟
الأمر يحتاج لعدة خطوات منذ بداية دخول الطفل المدرسة مثل:
- ترتيب مكتبه بمفرده، وتقسيم الكتب والأدوات المدرسية بطريقة تسهّل عليه إيجاد ما يبحث عنه.
- ترتيب حقيبة المدرسة بحسب جدوله اليومي، مع منح الطفل الثقة التي يحتاجها، وتشجيعه. فربما يرفض الاستذكار وحل الواجبات بمفرده خوفاً من الخطأ.
- لا تنتقدوه كلما أخطأ، وحاولوا سؤاله من وقت لآخر إذا ما كان يحتاج المساعدة، واجعلوه يشاركك عمل جدول للمذاكرة.
- الجدول يتضمن وقتاً لأداء الواجب المدرسي اليومي، ووقتاً لمراجعة الدروس القديمة، ووقتاً للترفيه، على أن يقسم الجدول على طريقته، حتى يلتزم به.
- اعملوا على توفير الأدوات التي يحتاجها بجانبه، حتى لا يتحجج بترك المذاكرة للبحث عنها، وفروا له كل ما يحتاجه على المكتب.
- أن تكون الإضاءة في الغرفة مناسبة، لتساعده على رؤية واضحة، ولا ترهق عينيه ويمكنكِ استخدام مصباح المكتب إذا كانت إضاءة الغرفة ضعيفة.
- تابعوا طفلكم من وقت لآخر، فترك الطفل للاستذكار بمفرده لا يعني تركه تماماً، فهو كثيراً ما يحتاج للمتابعة، والدعم النفسي والتشجيع خاصة وقت الامتحانات.
- علموا طفلك الاستعانة بالإنترنت للبحث عن الأشياء التي يصعب عليه فهمها، ما يساعده على حفظ المعلومات جيداً، وإذا لم يجدها فيمكنكِ مساعدته.
- لا تجبروا طفلك على المذاكرة بطرق غير تربوية كالصراخ أو عقابه كلما رفض المذاكرة وخاصةً مع الأطفال صغار السن.
- قوموا بشرح أهمية المذاكرة لصغيرك، وكيف أنها الطريق لتحقيق حلمه في المستقبل، وأنه لن يستطيع النجاح في حياته إلا باجتياز سنوات دراسته.
- قوموا بمنح الطفل فترات للراحة، عشر دقائق كل ساعة ليريح عينيه ويتحرك قليلاً أو يشاهد فيديوهات قصيرة، أو يتحدث معكم، واحرصوا ألا تطول المدة.
- اشرحوا لطفلكم كيف يصبح شغوفاً للمعرفة والتعلم، وأن استكشاف الجديد وحل المسائل واكتساب معلومات هو غرض المذاكرة وليس تحصيل الدرجات.
- شجعوا طفلكم ببعض الهدايا البسيطة كالأقلام الملونة والملصقات أو الألعاب عندما ينجز واجباته، ولا تفعلوا هذا على الدوام حتى لا تصبح المذاكرة مشروطة.
- ابحثوا عن طرق مرحة مثل استخدام البطاقات الملونة، وعمل الأنشطة التي تجعل الطفل قادراً على تخيل ما يذاكره، بطريقة تجذبه للتعلم.
أهم الخطوات لاستقلالية طفلكم
- لا تغضبوا إن كانت أولوياته اللعب، فهو بحاجة للتنفيس عن نفسه بعد الدراسة لساعات بالمدرسة.
- امنحوا طفلكم الوقت ليعد برنامجه اليومي، ولا تفرضوه عليه بنفسكم بمجرد عودته من المدرسة، فهو سيقسم وقته بين اللعب والراحة وعمل الواجب المدرسي.
- لا تطلبوا من طفلكم حل الواجبات قبل أن يتناول طعام الغداء، وخصصوا له ساعة يومياً للنوم بعد العودة من المدرسة.. إذا كان يفضل النوم نهاراً.
- راجعوا معه الكلمات الجديدة..عربية أو أجنبية، قبل حل المسائل الرياضية؛ حتى لا ينساها، واطلبوا منه أن يكتبها غيباً وبسرعة بطريقة ترضيه.
- راجعوا حقيبته المدرسية؛ لتعرفوا حجم الواجبات، وبعدها رتبوا برنامجكم؛ في متابعته والإشراف عليه أو التخطيط للخروج أو استقبال ضيوف.
- لا تنسوا أهمية تقديم الهدايا، وخصصوا يوماً للنزهة آخر الأسبوع، مكافأة له على حل واجباته دون كسل.