من خلال الدراسات التي أجريت في وزارة الصحة السعودية، تبيّن أن الأطفال يترعرعون في عالمٍ محاط بوسائل إعلامية مختلفة يمكن الوصول إليها بسهولة ويُسر. وقد يجد الآباء صعوبة في مواكبة التطور المتسارع في المحتوى والمميزات والتطبيقات الجديدة التي يتم تقديمها باستمرار. وعلى الرغم من أنه يمكن أن يكون هذا التقدم السريع مثمرًا ومفيدًا لأجيال المستقبل، إلا أنه قد يثير القلق أحياناً؛ لذا يجب فِهم تأثير وسائل الإعلام على حياة الأطفال قدر الإمكان.
اليوم سنسلّط الضوء على الأجهزة التي يتامل معها الأطفال مثل التلفاز والأجهزة الذكية وألعاب الفيديو.
تساهم هذه الأجهزة بتقديم معلومات وأفكار ولغات جديدة، تُنمّي مواهب الأطفال وتُوسّع مداركهم وتزيد الوعي بالأحداث الرّاهنة، وتُطلع النشء على ما حوله، مما يسهم في فتح آفاق جديدة أمامه، وتوفر وسائل الإعلام التفاعلية فرصاً لتعزيز المشاركة الاجتماعية، وتعزيز الشعور بالانتماء، وتُمكّن الطلاب من التعاون مع الآخرين في المهام والمشاريع على كثير من منصات الوسائط عبر الإنترنت، وأيضا تساعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي العائلات المنفصلة على التواصل الدائم بأبنائهم.
سؤال: هل فعلاً يُدمن الطفل على هذه الأجهزة؟ وهل هنالك سلوكيّات قد نُميّز من خلالها إدمان الطفل لها؟
جواب: بالتأكيد، ومن أهم هذه السلوكيات:
- الشعور الدائم بالقلق والتوتر عند فصل أو تعطل الإنترنت.
- يكون الطفل في حالة ترقب دائم لبرامج ومواقع التواصل المشارك بها.
- عدم الشعور بالوقت، أو بالآخرين من حوله عند استخدام البرامج والأجهزة الإلكترونية.
- الميل إلى العزلة وقلّة التواصل مع الآخرين وكثرة المكوث في المنزل.
- قلة أو انعدام الأنشطة الرياضية، أو الاجتماعية التي يمارسها الطفل؛ لانشغاله بالأجهزة الإلكترونية.
سؤال: هل هنالك وقت محدد ومسموح به للجلوس أمام الشاشة (التلفاز أو الأجهزة الإلكترونية)؟
جواب: توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالتالي:
- الرُّضع حتى 18 شهراً من العمر يجب ألا يكون هنالك وقت للجلوس أمام الشاشة.
- الأطفال من عمر 18 شهراً إلى 24 شهراً بعض الوقت مع أحد الوالدين.
- مرحلة ما قبل المدرسة، لا يزيد الوقت على ساعة واحدة في اليوم، مع وجود البالغين لمساعدتهم على فهم ما يرونه.
- من عمر 5 إلى 18 سنة يجب على الآباء وضع حد، ووقت معين بحيث لا يتجاوز ساعتين يومياً، كما يجب ألا تشغلهم عن الحصول على ما يكفي من النوم والقيام بالنشاط البدني.
إرشادات عند استخدام الأجهزة الإلكترونية:
إن أسهل طريقة لحماية العين من الأجهزة الإلكترونية هي الحد من الاستخدام، لكن عندما لا يكون ذلك ممكناً، فإن هذه الاقتراحات تساعد على ضمان صحة العين:
- أخذ وقت استراحة متكررة لراحة العين، والتقليل من التعرّض الطويل للشاشات، وذلك باستخدام قاعدة (20-20-20)، والقاعدة تنص على أنه في كل 20 دقيقة تمضيها أمام شاشة جهاز إلكتروني، انظر لأي مجسم يبعد عنك 20 قدماً، لمدة 20 ثانية.
- الحد من استخدام الهواتف قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات.
- استخدام القطرات المرطبة للعين عند الشعور بالجفاف.
- المحافظة على نظافة الشاشة، والتقليل من سطوعها؛ لتجنب إجهاد العين.
- القيام بالرمش المتكرر؛ لترطيب العين، واستخدام القطرات المرطبة عند الشعور بالجفاف.
- ضبط إضاءة الغرفة، وتجنب الإضاءة الساطعة، والتوهج على العين مباشرة.
- ضبط إعدادات الشاشة فيما يتعلق بتكبير الخط، وضبط التباين، والسطوع إلى المستوى المناسب.
- تجنب انحناء الرقبة أثناء استخدام الأجهزة، ووضع شاشة الجهاز بوضع متساوٍ مع مستوى العين، وعلى بعد نحو طول الذراع عن العين.
سؤال: ما هي البدائل لملء وقت فراغ الطفل؟
جواب: نطرح عليكم بعض الحلول المهمة لتمضية وقت فراغ الطفل:
- تشجيع الطفل على ممارسة هواية الرسم والتلوين والتشكيل مثل استخدام الصلصال، واللعب بالرمل، بالإضافة إلى حل الألغاز الصغيرة، والتركيبات البسيطة والمكعبات والتعرف على الألوان والأرقام والحيوانات وغيرها.
- التردد على المكتبة وقراءة القصص المناسبة لأعمار الأطفال وتشجيعهم على كتابة قصص قصيرة.
- ممارسة الرياضة، واكتساب خبرات جديدة.
- قضاء بعض الوقت في تعلم لغة جديدة.
إرشادات عامة للوالدين:
- المراقبة والمتابعة المستمرة، من دون إشعار الطفل بذلك ودون منعه.
- استخدام برامج المراقبة الأمنية للأبناء؛ حيث يمكن للآباء مراقبة بعض أجهزة أبنائهم عن طريق تحميل برامج خاصة على أجهزة الكمبيوتر والجوّال.
- على الوالدين تحديد ساعات مُعينّة تسمح للطفل باستخدام الأجهزة الإلكترونية.
- المحافظة على غرف النوم وأوقات الوجبات وأوقات اللعب خالية من الأجهزة الإلكترونية.
- التوقف عن استخدام الشاشات قبل ساعة من وقت النوم، وإزالة الأجهزة من غرف النوم.
- إشراك الطفل في وضع قوانين وضوابط لاستخدام الأجهزة الإلكترونية؛ حتى يسهل عليه تطبيقها والتزامه بها.
- في حالات الإدمان الشديد، لابد من تقليص عدد الساعات التي يقضيها الطفل مع الأجهزة تدريجياً.
- مشاركة الطفل في أنشطته وألعابه غير الإلكترونية.
- تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية بوصفها وسيلة لتهدئة الطفل.
- تشجيع الطفل على فتح باب الحوار في مختلف المواضيع التي تثير اهتمامه.
- تجنب البرامج والتطبيقات التي تحتوي على الكثير من المحتوى العنيف.
- حث الطفل على ضرورة التحدث عند التعرض لأي وسائل تهديد، أو مواقف مثيرة للريبة.
- تذكر أن نوعية البرامج التي يشاهدها الطفل أكثر أهمية من مقدار الوقت الذي يقضيه.
بقلم الكاتبة والمدربة الدولية والمستشارة الأسرية: نسيم آل عامر