الأطفال فضوليون للغاية ويعيشون في العالم بآذان متيقظة، فلا عجب أن مصادر الكلمات النابية لا حصر لها مثل دور الحضانة أو المدرسة أو الأقارب الأكبر سناً أو حتى الآباء أنفسهم. وبالطبع أيضاً مقاطع الفيديو المنتشرة عبر الإنترنت وسهولة الوصول إليها من قِبل أطفالنا.
ولكن ماذا لو تفاجأتم بتلفّظ طفلكم بلفظٍ خارج؟ وماذا لو سمعتموه يتلفّظ بألفاظٍ نابية في مكانٍ عام؟ بالتأكيد سيكون شعور الإحراج مسيطر على تلك اللحظة.
عادة لا يفهم الأطفال ما تعنيه الكلمة النابية التي يتلفظون بها، خصوصاً إذا كانت ذات إيحاء جنسي، لذلك هم لا يستخدمونها لشتم الآخرين، وبالنسبة للأطفال الكبار والمراهقين يكون الشتم وسيلة للتنفيس عن الغضب.
وللتعامل مع هذه المشكلة، يتوجّب عليكم أيها الآباء ألّا تعتبرونها هجوماً شخصياً، حيث لا يوجد حل واحد لهذه المشكلة، حيث إن لكل عائلة ثقافتها الخاصة المتعلقة بالألفاظ الخارجة.
ويجمع كل الخبراء على أنه لا يُنصح بالعقاب، وفي ذات الوقت، لا يجب التظاهر بعدم سماع الكلمات النابية، ويجب أيضاً ألا يتجاهل الأهل قطعاً الشتائم الموجهة للآخرين.
وبغض النظر إن كان التلفظ بها قد تم في الأماكن العامة أو في حدود البيت، فيجب على الأهل أن يوضحوا لأطفالهم أن الشتائم أمر غير مقبول وأن ينتقدوا الكلمة وليس الطفل.
وإذا كان طفلكم في سن ما قبل المدرسة، يمكن توضيح أن الكلمات البذيئة ليست لطيفة وتؤذي الآخرين، ومع الأطفال الأكبر سناً والمراهقين، يمكن فحص أصول الكلمات، فالكثير منها ينم عن كره المرأة أو رهاب المثلية أو العنصرية أو السخرية من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعند إدراكهم لذلك، فسيقل استخدامهم لهذه الألفاظ على الأرجح.
وتشير “دانا مونت” الاستشاري عبر الإنترنت لدى المؤتمر الاتحادي لاستشارات توجيه الطفل، إلى أن من الأفضل تناول هذه المسألة بحس فكاهي بدلاً من توبيخ الطفل. وتقترح الاستعاضة عن الكلمات النابية بالكلمات الفارغة التي لا معنى لها على سبيل التسلية.