السخرية هي استخدام الكلمات أو العبارات لتعني عكس ما يقال، وهي يمكن أن تكون طريقة خفية وفعالة للنقد بأداة الفكاهة. غالباً ما ينزعج الآباء عندما يستخدم ابنهم السخرية، ولكن إذا تم ذلك دون أي ضرر؛ فقد يكون علامة على النمو العقلي لطفلك، وهي علامة على مرونة الذهن والابتكار، كما يؤكد الخبراء والمتخصصون.
ماذا يقول العلم؟
وجد علماء النفس والأعصاب أن استخدام السخرية وتفسيرها يتطلب قوة دماغية أكثر من العبارات الحرفية، في حين أنه يمكن اعتبارها حدثاً بسبب الفكاهة، إلا أنها دليل على عقل أكثر نضجاً؛ يمكنه فهم الكلمات وتحريفها بما يتجاوز معانيها الحرفية، وعادة ما يستغرق دماغ الطفل سنوات؛ حتى يتمكن من فهم السخرية بشكل كامل وإتقانها.
علامة على نمو الدماغ
يلاحظ أن الأطفال دون سن الخامسة لن يكونوا قادرين على اكتشاف السخرية؛ لأن دماغهم لم يتطور بعد لفهم الفروق الدقيقة المعقدة في اللغة والإشارات اللفظية، ونتيجة لذلك؛ فإنهم يميلون إلى السخرية حرفياً، حتى عندما يدركون أن المعنى الحرفي قد لا يكون صحيحاً، فإن القدرة على ربط المعنى بالفكاهة تستغرق وقتاً. يتطور فهم استخدام السخرية كشكل من أشكال المضايقة بين سن التاسعة أو العاشرة في المتوسط.
في تجربة حديثة في جامعة “نوتنغهام” في المملكة المتحدة، كان المشاركون مستلقين في ماسح الرنين المغناطيسي الوظيفي أثناء قراءتهم سيناريوهات مختلفة للأحداث المشتركة. في بعض الحالات، كان القصد من العبارات أن تكون ساخرة، بينما في حالات أخرى تم استخدام الكلمات نفسها كنقد ساخر. أدى ذلك إلى إطلاق الشبكة الذهنية المشاركة في فهم نوايا الآخرين. وجد الباحثون أيضاً أن السخرية أثارت نشاطاً أكبر في الشبكات الدلالية ومناطق الدماغ المشاركة في الدعابة.
هل يجب أن نشجع السخرية؟
قد يشعر الآباء بالإهانة في البداية؛ عندما يجدون مراهقهم أو ما قبل المراهقة ينشر السخرية؛ لأنه يحاول التحدث مثل الكبار ويفقد “براءته”. بالطبع، بصفتك أحد الوالدين؛ يجب عليك التأكد من أن سخرية طفلك غير ضارة، وليست ملاحظات خاطئة. فقط اعلمي -علمياً- أن السخرية أداة متعددة الاستخدامات؛ تشير إلى أن الشخص ذكي بما يكفي لفهم السياق والفكاهة، وهو ما يمكن أن يكون مفيداً؛ نظراً لأن الكمية الكبيرة من المحتوى واللغة من حولنا لم تعد حرفية.
لينا الحوراني