الكثير من علماء النفس يرون أن الطفل الحساس هو طفلٌ ذو جوانب إيجابية كثيرة، ومن الخطأ أن نرى هذا الطفل على أنه طفلٌ ينقصه شيء أو أن لديه مشكلة. بل على العكس، فالطفل الحساس يعيش الحياة بمستوى أعلى من الأطفال الآخرين. فالطفل في سنواته الأولى، تراه يقطع اللعب ليطلب منك بشكل غير مباشرأن تنظر إليه لترى ماذا يفعل، فلديه في هذه المرحلة العمرية حساسية من جهة اهتمام والديه به.
ودورنا الآن، أن نقدم لكم خمس نصائح ستساعدكم في التعامل مع طفلكم الحساس:
- أولاً: قوموا ببناء علاقة إيجابية مع طفلكم، اجلسوا معه يومياً، أعطوه انتباهاً كاملاً، وإذا لعبتم معه امنحوه دور القائد. أشكروه دائماً واثنوا عليه واجعلوا الثناء أكثر من النقد واللوم، لاحظوا الأعمال الجميلة له أكثر من أخطائه. ولا ترغموه على كل شيء تريدونه أنتم، ودعوه يعبر عمّا في داخله واتركوه يشعر أنه يتخذ القرارات بنفسه مع شعوره بالأمان.
- ثانياً: اعتادوا على أن لا يزعجكم إحساسه الزائد، اقبلوه كما هو كي يعيش براحة نفسية، فما تحملوه من أفكار سيخلق طريقة تفاعلكم مع طفلكم. حاولوا دائماً أن يكون تفكيركم إيجابي تجاهه وابتعدوا عن الإحباط وتوجيه اللوم، فمع الوقت سينعكس ذلك على طفلكم دون أن تشعر.
- ثالثاً: لا تندفعوا بمشاعركم ، حيث يبدأ الأب والأم غالباً بتدليل طفلهما مع الحماية الزائدة له، فتجد الطفل عندما يصرخ تسرع الأم لإسكاته وتهدئته بمختلف الطرق والأشكال. ولكن هذه التصرفات ستجعل من طفلكم طفلاً معتمداً عليكم بشكلٍ كبير، وهذه أحد المسببات التي تجعل الطفل أكثر حساسية. فحساسية الطفل قد تشاركان في تنميتها دون أن تعرفا.
- رابعاً: الطفل الحساس بحاجة إلى العاطفة والاهتمام، وهو غالباً ما يكون ذكياً ولا ينقصه شيء سوى أن يسيطر على أحاسيسه، فعلى الوالدين أن يقوما بتهيئة الجو المناسب للطفل، فهو بحاجة إلى العاطفة وتشجيعه على المبادرة، وفي ذات الوقت هو بحاجة إلى الانضباط.
- خامساً: ابحثوا عن السلوكيات التي تثير حساسيته وابتعدوا عنها قدر الإمكان. اسألوا نفسكم دائماً: هل بيئة البيت مريحة أم مزعجة؟ فقد تثير الطفل الحساس الأصوات أو شدة الإضاءة أو الأثاث، لذلك لاحظوا ما هي الأمور التي تجعله أكثر حساسية ثم حاولوا التخلص منها أو استبدالها.
تذكروا دائماً أن الحساسية صفة مشتركة في المبدعين بشكل عام، وعندما ينضج قد تكون مصدر إلهام له ليكون فنانا أو مبدعاً ولكن، إذا أحيط الطفل ببيئة ساخرة شديدة الانتقاد، ستتحول هذه السمة إلى مصدر قلق يصاحبه بعد ذلك في حياته.