مما لا شك فيه أن اجتماع كلا من نظام غذائي صحي ومتوازن مع تمارين يومية ضروري لنمو الطفل، فلا يكفي تقديم الوجبات المتوازنة أو الوجبات الخفيفة للأطفال بل أن يفهم الأطفال أهمية تناول الغذاء الصحي المتوازن حتى يختاروه بأنفسهم إذا منحت لهم فرصة الاختيار.
يشمل النظام الغذائي تعليم الفرد أهمية تناول الطعام بتعقل مع الاستمتاع به في ذات الوقت.
يتم غرس العادات الغذائية منذ الطفولة لكي تؤثر فينا طوال حياتنا، لذلك لا بد من غرس العادات الغذائية الصحية في الطفل منذ الصغر، فسوف يدفع ذلك الطفل إلى انتقاء الطعام طوال حياته، كما سيكفل لهم النمو السليم وسيحميهم من الأمراض.
خمس مجموعات غذائية تمد الطفل بالعناصر الغذائية الأساسية
يجب أن يتناول الطفل يومياً من أطعمة تلك المجموعات لتحقيق النظام الغذائي الصحي المتوازن:
- النشويات والبقوليات.
- الفواكه والخضروات.
- الحليب ومنتجات الألبان.
- الأطعمة الغنية بالبروتين.
- الدهون والزيوت.
والآن لنتعرف على كل مجموعة غذائية عن قرب:
أولاً – النشويات والبقوليات:
تلك الأطعمة غنية بالطاقة وتحتوي على الفيتامينات والمعادن، ومن أطعمة تلك المجموعة، الخبز والبطاطس والمكرونة والأرز والبقوليات المتوفرة في وجبة الإفطار، لضمان تحقيق نظام غذائي صحي ومتوازن يجب أن يتناول الطفل من أطعمة تلك المجموعات على خمس وجبات يومياً؛
قد تتكون الوجبة من حبة بطاطس أو شريحة خبز أو طبق مكرونة أو طبق بقوليات الإفطار، وليس من الضروري أن تكون وجبة رسمية.
ثانيا – الفواكه والخضروات:
أطعمة تلك المجموعة غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف وهي ضرورية للصحة السليمة، يجب أن تقدم للطفل حصص غذائية من هذه المجموعة أربع مرات يومياً، وقد تشمل الوجبة بعض الخضروات أو كأس من عصير الفاكهة الطبيعية أو حبة فاكهة أو قطعة من الفاكهة المجففة كالزبيب والتين والمشمش.
هنا يجب الأخذ في عين الاعتبار أن تناول الفواكه والخضروات النيئة أفضل صحياً من تناول الفواكه والخضروات المطبوخة، لأن عملية الطبخ قد تفقدها كثيراً من محتواها من الفيتامينات، حيث يجب تشجيع الطلاب على تناول الخضروات والفواكه الطازجة كالجزر والكرفس.
ثالثا – الحليب ومنتجات الالبان:
تحتوي أطعمة هذه المجموعة على الكالسيوم، لضمان حصول الطفل على الكالسيوم الكافي لعملية النمو يحتاج الطفل لتناول نصف لتر من اللبن الحليب يومياً، يمكن الحصول على الكالسيوم من الجبن واللبن الرائب، ويجب تقديم أطعمة من تلك المجموعة للطفل ثلاث مرات يومياً، وقد تشمل الوجبة كأس لبن حليب أو زبادي أو لبن رائب أو قطعة من الجبن.
رابعا – الأطعمة الغنية بالبروتين:
من الأطعمة الغنية بالبروتين، اللحوم والأسماك والدجاج والبيض وفول الصويا والبقوليات، من الضروري تقديم وجبات من هذه مرتين يومياً، وقد تشمل الوجبة الفاصوليا أو بعض العدس أو شرائح السمك أو البيض المقلي أو قطعة من اللحم أو الدجاج.
خامسا – الدهون والزيوت:
تتوفر الدهون والزيوت في جميع أطعمة المجموعات الأربع السابق ذكرها، فيمكن الحصول على الدهون من الجبن واللحم، أما الزيت فيمكن الحصول عليه من بعض الخضروات، تمد تلك الأطعمة جميعاً الطفل بالدهون والزيت الكافية إذا تم تناولها يومياً.
تحتوي الأطعمة الأخرى بالرغم من كونها أطعمة عالية الطاقة على قيمة غذائية قليلة أو منعدمة، وتشمل الحلوى والكعك والرقائق والشوكولاتة، ترفع تلك الأطعمة معدلات الطاقة في فترة قصيرة إلا أنها قد تسبب أمراض السكر وزيادة الوزن وتسوس الأسنان إذا تناولها الطفل بإفراط. لا مانع من تقديم تلك الأطعمة من حين إلى آخر شريطة ألا يغني تناولها عن تناول الأطعمة الأساسية السالف ذكرها.
أضف إلى ذلك عدم الإفراط في استخدام الملح والسكر في وجبات الطعام، لأنه لم يكتمل نمو الكليتين في حالة الطفل بعد، حتى يتم التعامل مع الملح الزائد.
أخيرا بالإضافة إلى تناول الطعام الصحي يجب أن تقدم المشروبات الصحية بانتظام وأفضلها الماء واللبن، فقد أثبتت الدراسات أهمية الماء لنمو العقل كم أن الماء على عكس العديد من المشروبات يروي العطش ولا يؤثر على شهية الطفل، ويجب تجنب المياه والمشروبات الغازية بقدر الإمكان فهي تسبب تسوس الأسنان إلى جانب فقدان الطفل شهيته واحتوائها على سكريات عالية.
بقلم الكاتبة والمدربة الدولية والمستشارة الأسرية: نسيم آل عامر