تعرفوا على أسوأ الأخطاء التربوية التي تقعون بها .. بلسان أطفالكم!!

تقول الكاتبة ناتاشا دانيلز “كمعالجة نفسية، يأتيني الكثير من الآباء والأمهات ليتحدثوا معي عن أطفالهم وأبنائهم، وعن حياتهم وأهمها عن طريقة رعايتهم لأطفالهم”.

وبعد ذلك أقوم بلقاء أطفالهم، لألقي نظرة خاطفة على وجهات نظر الأطفال، ومالذي يعتقدونه فعّالاً في تعامل آباءهم معهم؟، ومالذي يعتقدون سراً أنه لا ينفع؟، ومالذي يرغبون أن يتغير عند آبائهم؟

وفي كثير من الأحيان أُصدم بصراحة ووجهات نظر الأطفال حول كيف يتم التعامل معهم كأطفال.

وإليكم أكثر بعض الأخطاء التي يقول الأطفال أن آباءهم يقعون بها في تعاملهم معهم:

“هي تهددني أن تأخذ الأشياء مني، ولكنها لا تفعل”

هذه هي الشكوى الأكثر تكراراً بين الأطفال، “فالأطفال لن يأخذوا تهديدك لهم بشكل جديٍّ إذا لم تتابع معهم الأمر”، أنا دائماً ما أخبر الآباء، إذا قلتها، فيجب عليك تنفيذها.

ودائما ما أنصح أن يُمنح الأطفال 3 مرات للسماح، أكثر أو أقل، يعتمد ذلك على الطفل والأب أو الأم، وبعدها يجب أن تأخذ بالأمر على محمل الجد.

 

“أنا لا أستمع لأمي إلى أن تبدأ بالصراخ، وعندها أدرك أنها تقصد ما تقول”

إذا كان أطفالكِ ينتظرون أن تفقدي أعصابك قبل أن يستجيبوا لكِ، فهذه مشكلة كبيرة. أنت تريدين أن يحترم أطفالك كل ما تقولين حتى وأنت هادئة ومرتاحة، والمفتاح هو تقليل عدد مرات إعادة توجيه السلوك (لنقل إلى ثلاثة)، وبعدها يجب أن تتصرفي معهم بشكل مختلف إذا لم يستجيبوا لك بعد 3 محاولات.

ليس عليك أن تغضبي لتكوني أماً مؤثرة، صحييح أننا في كثير من الأحيان نغضب، ولكن يجب أن تتعودي على التحايل على طفلك في أثناء تربيتك له، لأن التربية عن طريق التخويف ستفقد قوتها بمجرد مرور سنوات طفلك ونموه، وفّري على نفسك كل ذلك التعب وابتكري طرق بديلة للتعامل معهم قبل وصولهم لسن الاستيعاب.

إذا لم يستجب لك طفلك، بإمكانك أن تقولي له بكل هدوء، “أنا طلبت منك أن تقوم بترتيب غرفتك، إذا طلبت منك ذلك مرة أخرى سيكون ذلك الإنذار الأول”، وعندما يحصل الطفل على 3 إنذارات، يجب عليك عندها أن تخبري طفلك بالعواقب.

أو بإمكانك أن تشملي العواقب بالجملة كالتالي “أنا طلبت منك أن تقوم بترتيب غرفتك، وإذا طلبت منك ذلك مرة أخرى لن أسمح لك بمشاهدة التلفاز لباقي اليوم” والمفتاح السحري هو تنفيذ ذلك.

“لو قال أبي لا، أمي ستقول نعم”

الأطفال بارعون في جعل الآباء يدخلون في صراع وتناقض، ومهمتك أن لا تسمحي لهم بذلك، بغض النظر عن التفاهمات بينك وبين زوجك، ولكن أمام الأطفال يجب الاتحاد.

“إنهم يعدونني بالعقاب، ولكنهم ينسون تنفيذه فيما بعد”

هذه النقطة تعتبر نقطة قاتلة في علاقتكم مع أطفالكم، لأنها ستلغي عندهم قوة التهديد والقوانين التي تضعانها، وعندها لن يأخذكم أطفالكم على محمل الجد بعدها أبداً.

“لو ألححت على طلبي، سأجعلها توافق عليه”

الأطفال دائما ما يصارحونني بهذا الأمر، وهذا الأمر يبدأ من مرحلة الرضاعة، لو أنك أعطيت للطفل أي شيء يريده بعد البكاء والصراخ، سيبقى متمسكاً بهذه الطريقة حتى لو وصل عمره لسن 10 سنوات!!

(لذا لا يجب أن تعني لا، بغض النظر عن كمية الصراخ والبكاء الصادر منهم)

“ليس علي أن أنظف غرفتي لأن أمي ستقوم بتنظيفها”

أنا دائما أصدم عندما يخبرني الأطفال ذلك، ليس لأن الأم ستنظف غرفتهم، ولكن لأنهم يدركون ذلك.

من الذي لن ينهار عندما يرى غرفة نوم طفله متسخة؟، ومن الذي لا يضيق ذرعاً عندما يقوم بجمع الأطباق الفارغة من تحت أسرتهم؟ كلنا، ولكن المشكلة هي أن الأطفال يحبون أن يشعروا أن هناك من يخدمهم!!!

أخبروا أطفالكم أنه ليس عليهم أن ينظفوا غرفهم، ولكنهم لن يخرجوا أو يفعلوا أي شيء ممتع إلى أن تصبح غرفهم نظيفة، والخيار بيدهم.

“أبي وأمي لا يطلبون مني أي عمل منزلي، لذا فأنا لا أساعدهم بذلك”

الكثير من الآباء يتذمرون من كسل أبنائهم، “إنهم لا يساعدون أبداً، يمرون بجانب القمامة والألعاب الملقاة ولا ينحنون أبداً لالتقاطها”، وعندما تكلمت مع أطفالهم، فإنهم سيقولون شيئاً مثل: “لم يطلبوا مني أن أنظف” أو “ليس لدي أي أعمال منزلية”.

أنا أعرف أننا نحب أن يكون أطفالنا مبادرون بتنظيف المنزل أو ترتيب غرفهم، ولكن للأسف هذا لا يحدث في كثير من الأحيان.

أخبروا أطفالكم كيف يمكنهم المساعدة في أعمال المنزل، ثم تابعوهم، وعلموهم المهارات الحياتية الأساسية، ليعتمدوا على أنفسهم عندما يكبرون.

“والديَّ يأخذون الأشياء مني، ولكني أعرف أنه من السهولة علي أن أسترجعها من جديد”

كونوا صارمين عندما تأخذون بعض الأشياء من أطفالكم ليشعروا بقيمتها، ولا تجعلوا من السهل الحصول عليها حتى يأخذ أطفالكم طلبكم بجدية.

“إذا أردت شيئا، كل ما علي فعله هو إحراجهم أمام العامة”

لا ترضخو لطلبات أطفالكم إذا أصروا عليه بأسلوب مزعج ومحرج، فكلنا عنده أطفال، وكلنا يتفهم أسلوب الطفل، لذا أهملوهم إلى أن يطلبوها بأسلوب جيد.

هذه معظم الأخطاء التي يرتكبها الآباء في تعاملهم مع أطفالهم، وفي الحياة لا يوجد ما يسمى بالآباء الكاملين، كلنا يخطئ، وكلنا يتصرف بدافع من إحساسه بالغضب، ولكن الصحيح أن يتم تدارك هذا الخطأ.

وتعلم الطرق الصحيحة للتعامل مع الطفل هو ما سيجنبنا الوقوع في مثل هذه الأخطاء، وبالتالي إنشاء جيل معتمد على نفسه، قوي وصالح لكل الأوقات.

This website uses cookies.