من أصعب المشاعر التي تواجه الأم هي تعرض طفلها للأذية أو الظلم، إلا أنه مع اختلاطهم مع الأخرين وانخراطهم في مجتمعات العائلة والمدرسة، يتعرض أطفالنا للتنمر الذي قد يكون لفظياً، أو على شكل عنفٍ جسدي أو أفعال غير مباشرة تستهدف ثقتهم بأنفسهم أو استبعادهم من قبل شخص أو مجموعة من الأشخاص.
في معظم الأحيان قد لا يدرك الطفل أن ما يتعرض له من معاملة سيئة هو أمر يمكنه التحدث عنه وبدلاً من الشكوى قد تظهر عليه عوارض عدم الراحة النفسية وتغيرات انفعالية أو قد يبدأ في التنفيس عن غضبه على من هو أضعف منه، كأخيه الصغير، علامات أخرى تتضمن اضطراباً في نظام أكله وشربه والشكوى من وجع في رأسه وبطنه وهي من علامات القلق عند الأطفال، أو رفضه الذهاب للحضانة أو المدرسة.
للآسف التعامل مع التنمر، ليس سهلاً بدئاً من الوعي بوجوده، طريقة التعامل مع الطفل عند تعرضه للتنمر، والإمساك بيديه حتى يستطيع التعامل مع مشاعره السلبية، وصولاً لإيجاد حلٍ لإيقاف التنمر الواقع عليه و تحضيره للتعامل مع التنمر في المستقبل ، فقد يتعرض للتنمر و للأسف حتى كفرد بالغ.
ما هي الصفات التي تجعل طفلي أكثر عرضةً للتنمر ؟
قد يكون بعض الأطفال أكثر عرضة للتنمر بسبب شكلهم، أو مرض يصيبهم، بعضهم يتعرض للتنمر بسبب شخصيته المختلفة، سهولة استفزازه أو حساسيته الزائدة. مهما كان السبب وراء تعرض طفلك للتنمر من المهم افهامه أن المتنمر لا يحتاج لسبب ليمارس تنمره عليه ودفعه إلى تقبل ذاته وزيادة ثقته بنفسه عن طريق ذكر حسناته وملاحظتها والإثناء عليها، فللجميع مميزات وعيوب ولكن من حقه على غيره أن يعاملوه باحترام.
حسب الدراسات يوجد عدة طرق لجعل طفلي أكثر قدرة على مواجهة التنمر:
- بناء علاقة قائمة على مشاركة المشاعر مع الطفل وفتح الحوار غير المباشر مع الطفل عن طريق ذكر قصص تعرض لها الأهل بأسلوب بسيط وكيف تعاملوا معها، مما قد يدفع الطفل للإفصاح عن مشاعره.
- خلق بيئة إيجابية خالية من التنمر في المنزل، حيث ينشأ الطفل على تعلم أسس العلاقة الصحية ويكون أكثر قدرة على رفض التنمر وأقل عرضة للتنمر على الأخرين.
- التدرب مع الطفل على التحكم بمشاعره وخصوصاً غضبه، تمارين التنفس العميق وإبعاد نفسه عن الموقف حتى يشعر بتحسن، و أيضاً تدريبه على التصرف مع المتنمرين عن طريق خلق سيناريوهات افتراضية واقتراح طرق مختلفة في كيفية التصرف فيها.
- تشجيع الطفل على طلب المساعدة والدعم من أصدقائه ومعلميه عند الحاجة والتدخل لمساعدة أصدقائه عن تعرضهم للتنمر.
- إلحاق الطفل بأنشطة يحبها والحرص على إعطائه الفرصة لتقضية وقت بصحبة من يحبه ويستمتع بقضاء الوقت معه فذلك كله من شأنه أن يقوي ثقته بنفسه وقبوله لشخصه كشخص محبوب ومنتمي لمن حوله.
- توعية الطفل بممارسات التنمر الإلكترونية، كيفية التعامل معها وتجنب الانخراط بنقاشات مع من يسيء له واستخدام خواص الحظر.
- مشاركة البالغين ممن يتعامل مع طفلك ويشرف عليه بمخاوفك وقلقك حول تعرض طفلك للتنمر والتدخل إن كان الموقف أكبر من أن يحتويه الطفل.
هدى مصطفى الحاج