نريد أن نبني جيلاً من القراء.. نريد أن نجهّز وطننا العربي بجيشٍ من القرّاء الصغار الذين سيكبرون يوماً ما ليصبحوا عماد الوطن وحماته ومستقبله المشرق بأحلامهم. فالقراءة علمٌ وثقافةٌ وحكمةٌ ونضجٌ واتزان، قد نتفق أننا نفتقد بعضاً منها في يومنا هذا لأننا نشأنا كجيلٍ غير قارئٍ في العموم.
أهمية القراءة في حياة الطفل
إن القراءة تلعب دوراً محورياً في تشكيل الوعي الذاتي للطفل وتشكيل القيم والقناعات والأخلاقيات التي تصبح مع الوقت جزءاً من شخصيته وتكوينه العقلي، كما أنها تنمي حسّ الإبداع وتوسّع حدود الخيال لدى الطفل وتغني معجم مصطلحاته وألفاظه، وتساعده على ترجمة كل ما يراه إلى معانٍ ومغازٍ لغوية ليبني بذلك جسراً من التواصل مع محيطه ومجتمعه.
كيف أربي طفلي على حب القراءة
نبدأ نحن بالقراءة لهم فنفتح لهم عالماً لا متناهياً من الخيال والأحلام ونحفّز لديهم حسّ الفضول للمعرفة والتعلم، ثم يكبرون فيمسكون الكتاب، ويبدؤون بتقليب صفحاته بأناملهم الصغيرة تلك، فتأخذهم الصور والرسومات إلى عالم جديد.
الخطوة الأولى نحو تحفيز حب القراءة لدى الطفل تكمن في إدخال القراءة في نظام حياته اليومي بشكلٍ سلسٍ ومحبّبٍ كخلق أجواء مريحة قبل النوم تحتوي على قراءة قصة معاً، فتجعل من وقت النوم وقتاً محبّباً للطفل يختار فيه كل يومٍ قصةً جديدةً تساعده على الاسترخاء والذهاب بخياله وأحلامه بعيداً، كما تشكل فرصة رائعة للأب والأم بالتواصل مع الطفل وإعطائه ما يحتاج من الدفء والأمان.
وإليكم بعض النصائح التي ستساهم في غرس حب القراءة في أطفالكم:
- احرصوا على المواظبة على شراء الكتب لهم بشكل دوري حتى تتكون لديهم مكتبة صغيرة بالبيت.
- نوعوا في المواضيع والمحتويات التي تختارونها مع مراعاة الفئة العمرية لطفلك.
- لا تجبروا أطفالكم على القراءة حتى لا يكرهها بل اجذبوه إليها بأساليب أكثر ذكاءً.
- اقرأوا الكتب معهم وناقشوهم في ما قرأوه عن طريق تخصيص ساعة في الأسبوع لهذا الغرض.
- أطلقوا مسابقات للقراءة بين الأخوة لتحفيزهم وتشجيعهم.
- إذا كان طفلك يحب التكنولوجيا ولا تستهويه الكتب بمفهومها التقليدي فلا تتردد في تحميل التطبيقات الهادفة التي تحوي مئات من الكتب، فالهدف هو القراءة وليس الكتاب بحد ذاته.
- مهما حاولت تشجيعهم بالكلام فلا شيء سيؤثر في نفس أطفالك فعلاً كرؤيتهم لك وأنت تقرأ كتاباً.
إن حب القراءة يكبر مع الطفل منذ سنواته الأولى كونه يجد في القصص مصدرا متجدداً لإشباع فضوله لمعرفة كل شيء يدور حوله بطريقته وبأسلوبٍ بسيطٍ ومسلِ بعيد عن أي تعقيد.
لذلك يأتي دورنا في معرفة كيفية اختيار القصص التي تتناسب مع إدراك واهتمامات الطفل في كل مرحلة عمرية على حده.
كيف أختار الكتاب المناسب لطفلي؟
تقول المؤلفة وكاتبة قصص الأطفال “منى فليفل” إن الطفل في سنواته الأولى منذ الولادة وحتى عمر 3 سنوات يحب النظر إلى قصص متناغمة فيها صور كبيرة وألوان زاهية وواضحة تتحدث عن واقعه مثل وسائل التنقل، أنواع الطعام أو الحيوانات. ومن عمر 3 إلى 5 سنوات يحب الطفل القصص التي تحمل أجوبة عن أسئلة معينة تدور بذهنه وتحدثه عن ثقافات بلدان أخرى لم يرها. أما بين سن الـ 5 و 8 سنوات فقد أصبح الطفل جاهزاً للقراءة فنختار له قصصاً تحوي كلمات مألوفة من محيطه. ومن سن التاسعة وما فوق يحب الطفل قراءة القصص التي تحاكي هواياته واهتماماته مثل هواية كرة القدم وغيرها.
وفي هذا السياق لا بد أن نشير إلى تنوع المحتويات التي يقدمها تطبيق لمسة للأطفال والمقسمة وفقاً للفئة العمرية لتجعل عملية انتقاء المحتوى أكثر سهولة ووضوحاً، والتي تتميز قصصها أيضاً بالجانب التفاعلي وبوجود خاصية القراءة الذاتية لتعطي الطفل خيار القراءة بنفسه أو الاستماع إلى القصة المقروءة ومتابعة الكلمات بعينيه، وبالتالي التركيز على طريقة بناء العبارات والإملاء الصحيح للكلمات، فلا تترددوا في الاشتراك في مسابقة القراءة الصيفية التي يطلقها تطبيق لمسة لتشجيع الأطفال على قضاء وقتهم في كل ما هو مفيد لبناء عقولهم.