في البداية، دعونا نعرّف “الإيكولاليا” أو “المصاداة” وهو اضطراب لغوي يحدث عند الطفل يجعله يُكرّر الكلام الذي سمعه كنوع من التواصل اللغوي. يعتبر بعض الباحثين، أن “الإيكولاليا” علامة مهمة وخطوة ممتازة في التواصل لدى الأطفال، تدل على أن الطفل مدرك لعملية التواصل وله دور فيها ولكنه لا يعرف كيف أو ماذا يقول. وهي مشكلة يمكن التخلص منها بالممارسة والتدريب.
متى يصاب الأطفال بالـ “الإيكولاليا”؟
تعتبر هذه الحالة طبيعية ومرتبطة بنمو الطفل خلال السنوات الأولى. والمصاداة تساعد الطفل على تخزين المفردات ليستعملها في موقعها المناسب وموقفها الخاص، ولكن إذا استمرت هذه الحالة أو زادت عن حدها، يكون الطفل بحاجة معالجة ومراجعة.
أسباب حدوث “الإيكولاليا”:
• الإصابة باضطراب نفسي (التوحد).
• الإصابة باضطراب عصبي.
• وجود تشتت وضعف تركيز.
• وجود تأخر عقلي.
• إلحاح الأهل على تكرار الكلام.
كما أن هنالك أطفال لديهم حالة اندفاعية في كلامهم، حيث لا يكون لديهم مهارة الانتظار وتنظيم الكلام وطرحه.
تأثير “الإيكولاليا” على حياة الطفل
من الوارد ظهور عدد من المشكلات عند بعض الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة، وذلك بسبب الصعوبة في تواصلهم مع الآخرين وعدم فهمهم للكلام الموجه إليهم، مما يعيق اكتسابهم للكثير من المفاهيم والخبرات ويشكل لديهم صعوبة من الناحية الاجتماعية (مشاركة أقرانهم باللعب، ضعف القدرة على التعبير عن فكرة معينة، ضعف القدرة على استقبال معلومة).
متى يجب التدخل؟
في حال تخطي الطفل عمر الثلاث سنوات واستمرت هذه الحالة، يجب على الأهل التوجه إلى اختصاصي علاج النطق واللغة. فالعلاج المبكر يساعد بشكلٍ كبير على معالجة الطفل وتنمية مهاراته اللغوية، لأنه يكون في مرحلة اكتساب اللغة والتواصل، وكلما كان الطفل صغيراً كلما كان تجاوبه أسرع وبات من السهل السيطرة على مشكلته.
العلاج:
بما أن “الإيكولاليا” هي قصور في فهم اللغة الاستقبالية لدى الطفل، فالعلاج يكمن في مساعدة الطفل على فهم اللغة الاستقبالية من خلال الإجابة على بعض الأسئلة البسيطة مثل السؤال عن اسمه وعمره واسم والديه، مع التركيز على نطق الإجابة مع الطفل بصوت أعلى من السؤال وبطريقه سريعة حتى يربط الطفل بين السؤال والإجابة، أي أن يحدث له تمييز سمعي بين السؤال والإجابة.