في هذه المقالة سنشارككم 10 أمور لم أنسها، حيث أنني أتيت من طفولة مليئة بالذكريات الجميلة، ومحاطة بأفراد عائلتي، وأصدقائي، والكثير من الأشخاص الذين يعلمون حقاً ما معنى الحب.
من المذهل في كثير من الأحيان كيف أن بعض ذكريات الطفولة تجعلك تبتسمين وتشعرين بالسعادة، بالرغم من قلة المال أحياناً والفقر، ولكن رغم ذلك الطفولة تبقى جميلة، ليس بما ملكناه، بل بالأشخاص الذين كانوا حولنا.
لذلك فإن هذه المقالة تتحدث عن صنعِ لحظاتٍ رائعة ودافئةٍ لأطفالنا لجعلهم يتذكرونها دائماً.
1. اقرأوا لهم
من الجميل جداً القراءة مع الطفل، ولكن القراءة للطفل لها سحرها الخاص، فالكتب تخلق عالماً يجعل من القارئ والمستمع جزء منها، بغض النظر عن عمر الطفل، اقرأوا له، اقرأوا لها، اقرأوا لهم، واقرأوا معاً.
اجعلوا أبناءكم فخورون بكم، عند قولهم:
أبواي كانا يقرآن الكتب لي دائماً
2. استمعوا دائما لهم
في هذا العالم المتسارع بجنون من السهل أن نقول انتظر ثانية، وحقيقةً أن الانتظار لم يكن قط ثانية، وليس دقيقة، وكثير من الأحيان تكون فترة الانتظار طويلة جداً وكأنها لا تنتهي.
وعندما نصبح مستعدين للاستماع لهم، يكونون قد نسوا ما أرادوا إخبارنا به!!
في كثير من الأحيان فإن الأطفال بدلاً من محاولة نقل فكرة معينة، يريدون فقط أن يشاركوا لحظتهم الحالية.
مفتاح الاستماع هو التوقف
بدلاً من إخبار الطفل عندما يتحدث إلينا أن يصبر قليلاً، يجب علينا أن نقول لما نفعل انتظر ريثما ينتهي طفلي من حديثه معي.
التلفاز لن يتأثر بإسكاته، والكمبيوتر لن ينسى، والفيسبوك، لن يشتاق لك أو لي، ولكن أطفالنا فبلى!!!
لذلك دعونا نعطي أطفالنا هدية ليقولوا عندما يكبروا:
والداي كانا دائماً يستمعون لما أردت أن أقوله.
3.عانقوهم
مهما كنت كبيراً أو صغيراً ستحتاج يوماً ما إلى العناق.
كل طفل يختلف عن الآخر في حاجته للعناق، فبعضهم يسعدون بعناق كبير، وبعضهم يسعد بعناق صغير.
ولكن المهم هو أن لا تفوت اللحظات التي يحتاجون فيها إلى الشعور بالمحبة والحنان.
حيث أن لكل عمر نوعية عناق مختلفة تعتمد على سنه وطبيعته، وبدلاً من أقول هل تحتاج إلى عناق، أقول أنا أحتاج إلى عناق من يعطيني إياه؟
فالعناق ليس رمزاً للمحبة فقط، بل هي للتأكيد على هذا الحب والحماية والسعادة.
لذا فلنعط أطفالنا هدية بقولهم عندما يكبرون:
أبواي كانا دائماً يعرفان مدى حاجتي للعناق.
4. حافظوا على عادات عائلية مميزة
احرصوا على أن يكون لكم وقت مميز تقضونه كعائلة، فهو مما يبقيكم متماسكين ويزرع بذور المحبة والاحترام فيما بين الأفراد، حتى وإن كانت هذه العادة بسيطة جداً، فالمحافظة عليها يعطيها أهمية عند الأطفال.
فالجلوس معا في مساحة واحدة ومشاركة كل شيء، بل والضحك على أي شيء، والعراك والطلب والأخذ والرد، كل ذلك لحظات مميزة سيتذكرها الطفل طول عمره.
لذا أعطوا أطفالكم فرصة ليقولوا:
في عائلتي فعلنا دائما هذا وذاك!
5. اجتمعوا على الطعام
قد لا تلاحظون معنى الجلوس على مائدة الطعام سوية الآن، ولكن عندما يتقدم بكم العمر وينتقل أطفالكم كل إلى مكان خاص به إما لعمل أو سفر أو زواج، ستشعرون وسيشعر أطفالكم حينها كم كان وقتاً مميزاً جلوسكم سوية على المائدة، فالوقت يمضي بسرعة، والزمن القادم يعد عصر السرعة، وربما لن يتمكن أبناؤكم مستقبلاً من الاجتماع على المادة كما فعلتم، وستظل هذه اللحظات في بالهم وذكرياتهم لتمدهم بالدفء اللازم لهم ليحيوا حياة سعيدة.
لذا أعطوهم فرصة ليقولو:
في عائلتي كنا نأكل سويةً
6. أنت الأفضل لدي
لا يجب على الآباء أن يفضلوا طفلاً عن آخر في أسرتهما، ولكن من الجميل جدا أن يشعر كل طفل أنه مميز عند أبويه، لذا فمن المحبب لدى الأطفال أن تسمعوهم أنك أفضل طفل في عمر 12 عاماً لدي، وأنتِ أفضل طفلة في عمر 5 سنوات لدي وهكذا، فكل طفل سيشعر أنه مميز ومفضل وبالتالي سترتفع عنده ثقته بنفسه.
وعندها سيسعد بقوله:
في عائلتي كنا مفضلين جداً لدى آباءنا
7.احتفلوا معهم
مكاسب الأطفال وإنجازاتهم ونجاحاتهم تختلف من طفل إلى آخر، فبعضهم سيقرأ في عمر 6 سنوات أفضل ممن هو في عمر 9 سنوات، وبعضهم سينجح في الرياضة، وبعضهم سيبزغ في الدراسة أكثر من أقرانه، ولكن كل الأطفال يشتركون في شيء معين، وهو حاجتهم للشعور بهذا الإنجاز، والاحتفال بهذا النجاح، وبغض النظر عن قيمة هذا الإنجاز واختلافه، ولكن الاحتفال به يجب أن يكون بنفس البهجة والسعادة.
لذا لنعطي الأطفال فرصة ليقولوا:
والداي وثقا بقدراتي وآمنا بي، وكانا أكبر معجبين بي، وأخبراني دائما كم أنهما فخوران بي.
8. العبوا معهم
الأطفال بطبيعتهم لهم أرواح تهفوا إلى اللعب، وتوفير بيئة تساعدهم على تفريغ هذه الطاقة بل ومشاركتهم إياها ليست خياراً ولكنها واجبة علينا.
لذا فمن المفضل أن نبحث عن أي شيء ممكن أن تستمتع به العائلة بشكل كامل، أو عمل أي نشاط يمدنا بوقت مرح مع العائلة، حتى نكون في ذكريات أطفالنا مستقبلاً ليقولوا:
في عائلتي أمضينا العديد من الأوقات المميزة سوية، ولعبنا سوية، واستمتعنا سوية.
9. تذكروا
حياة أطفالنا مكونة من العديد من اللحظات، وكثير من هذه اللحظات دائماً ما ترتبط بأحداث معينة.
وتذكر هذه اللحظات تُعدهم لأنها تشعرهم كم أنهم مميزون عندنا، لذلك فالذكريات مهمة جداً لهم لأن تذكرنا لهذه اللحظات تشعرهم بتميزهم ومكانتهم في قلوبنا.
امنحوهم شعوراً قويا بأنكم دائما كنتم حاضرين في لحظاتهم المميزة.
10. أحبوهم
أخبرني جدي مرةً أن : الحب مصنوع من الحب
لا يمكننا أن نقول أننا نحب شخصا ما، ثم نتجاهله، أو لا نعطيه الاهتمام المناسب، فعندما نشعر بحبنا لشخص ما فإننا نقول له أننا نحبك، وعندما نحب، نظهر ذلك الحب.
عندما نحب فإننا نبني ولا نهدم الشخص الذي نحبه، وعندما نحب أطفالنا فإننا نبني شخصياتهم، ونمنحهم كل الأمان والدفء اللازم لينموا هذا الحب ويُثمر.
عندما نحبهم فإننا نشجعهم ليكتشفوا وينجزوا وينجحوا، وعندما نحبهم فإننا سنشكرهم، وندعوا لهم.
لأن الحب مصنوع من الحب
وكملخص لما سبق فإن الذكرياتِ ليست مجانيةً، حيث أنها لا تكلف المال بل الوقت، وهذا ما يجعلها ثمينة جداً، لأن أبسط هذه اللحظات ممكن أن تؤثر فيهم بشكل كبير.
لذا دعونا نبني مكاناً ونسميه بيتنا الدافئ ونجتهد أن نبتكر لحظات رائعة لنجعلها ذكريات مميزة لأطفالنا.