نحن مشغولون جداً كآباء في مساعدة أطفالنا على النجاح في الدراسة، والرياضة وغيرها من أمور حياتهم، لدرجة أننا ننسى أحياناً أننا يجب علينا أيضاً أن نزرع في نفوسهم الطيبة، والاهتمام بالآخرين!!!
هل فكرتم يوماً بكيفية تربية طفل طيب، يهتم بمن حوله، ويحب أن يساعدهم؟؟
الحقيقة أن تعليم الأطفال هذه الأخلاق لا يحظى في الكثير من الأحيان بهذا القدر من الانتباه كالتحصيل الأكاديمي، والرياضي، وحتى الفني لدى الطفل.
فالطيبة وحسن المعاملة شيء لا يمكن أبداً أن يحصل بين ليلة وضحاها، بل هو موضوع يحتاج للمتابعة والتشجيع دائماً..
الأطفال بشكل عام يولدون وعندهم ميول طيبة وميول عدوانية أو قاسية، وهم ليسوا ناضجين كفاية حتى يتحكموا بانفعالاتهم، لذا قد تظهر النزعة العدوانية عندهم مثلاً إذا أخذ أحد منهم لعبة أو شيء ما يخصهم، فدور الأهل هنا هو تعليمهم كيفية السيطرة على نزعات الغضب لديهم، وكيفية التحكم بانفعالاتهم.
لذلك هناك 9 طرق لتعليم الأطفال الطيبة:
- أن يكون الأبوان خير مثال على الطيبة.
لأن الأطفال يولدون مقلدين، لذا عندما يرون أن آباءهم يعاملون الناس بأسلوب طيب وبطريقة حسنة، سيقلدوهم بما يقومون به.
“يمكننا التحدث مع أطفالنا عن كونهم لطفاء طوال اليوم، ولكن التحدث فقط لن يوصلك إلى أي مكان، بل يجب أن نوضح لهم كيف نكون طيبين أيضًا”
- مارسوا اللطف والطيبة كثيراً.
ابحثوا عن فرص لإظهار هذه الطيبة وحسن التعامل مع أطفالكم بشكل يومي، واجعلوه واجباً يومياً لكم حتى يتعود الأطفال على حسن التعامل، ويرون نتائجها.
وعندما ترون أطفالكم يمارسون عملاً فيه طيبة وحسن أخلاق منهم، كافئوهم بالأقوال والأفعال أيضاً.
- كونوا على وعي ومتحكمين بعقلكم
مارسوا تمارين تساعدهم على التحكم بأنفسهم، وبعقلهم وبالتالي التحكم بانفعالاتهم، وكونوا أنتم السباقون لهذا، لا تفقدوا أعصابكم أمامهم بل حاولوا أن تبينوا لهم كيف يفكرون قبل أن يتصرفوا أي تصرف.
- التحكم بالعواطف السلبية.
من المهم جداً تعليم الطفل كيفة إدارة والتحكم بعواطفهم وانفعالاتهم السلبية، كيف يتعاملوا مع لحظات غضبهم بدون أي تصرف خاطئ أو لئيم من قبلهم.
يجب أن يفصل الأطفال بين غضبهم من شخص معين و أذيته…
- علموا أطفالكم التعاطف.
التعاطف يعتبر أحد أهم جذور الطيبة، فتعليم الأطفال كيفية التعاطف مع الآخرين هو أساس تعليمهم كيف يعاملوه بشكل حسن، لذلك عندما يكون هناك تنمر أو سوء معاملة لطفل معين أسألوا أطفالكم: “ماذا لو كنتم مكانه، كيف سيكون شعوركم؟” برأيكم كيف يشعر هذا الطفل الآن؟ هذا سيجعلهم يفكرون أكثر قبل أن يتصرفوا أي تصرف من الممكن أن يؤثر على الآخرين.
- علموهم الطريقة الصحيحة للاعتذار.
واحد من أهم الأمور لتعليم الأطفال “والكبار” الطيبة أن تعلمهم كيف يقدمون اعتذاراً يليق بالخطأ الذي ارتكبوه أو بالشعور الذي زرعوه في قلوب الآخرين، وهو ليس كقول “أنا آسف” فقط، بل أن يكون كافياً شافياً للآخرين كقول ، ” أنا آسف أني نعتك بهذه الصفة، أنا أعرف أنه شعور غير جيد”
- علموا أطفالكم أن لا يهتموا كثيراً بالفوز.
فبدلاً من تشجيعهم ليكونوا رقم واحد في كل شيء، علموهم أن يعملوا بروح الفريق، وأن نجاح الفريق كامل هو ما يعني نجاحهم.
بكل تأكيد أن النجاح والفوز مهمان جداً، ولكن على الأطفال أن يتعلموا أن اللعب الجماعي مهم جداً كالفوز، وليس كل شيء في الحياة يجب أن يكون رقم واحد.
- اقرأوا كتباً أكثر حول الطيبة والمعاملة الحسنة
أشارت الدراسات أن قراءة قصص تزرع معاني الطيبة وحسن التعامل للأطفال يساعدهم أن يفهموا كيفية ممارستها فيما بعد.
- قللوا وقت مشاهدة التلفاز وشجعوهم بدلاً منها على القراءة.
مشاهدة الأخبار وبعض الأمور العنيفة لن تزرع في قلوب الأطفال الطيبة بل العكس القسوة والتمرد والتنمر، لذلك حاولوا كل جهدكم أن تشجعوهم على ممارسة الأنشطة بدلاً من الجلوس أمام التلفاز.
وأخيراً يجب على الآباء أن يكونوا صبورين فيما يخص بتعليم أطفالهم الطيبة وحسن الأخلاق، لأن هذا الأمر يحتاج إلى طول بال وصبر كبير، فلا يمكن أن يكون بليلة وضحاها، بل يحتاج للمتابعة والصبر والإصرار.