مع قدوم العام الجديد، يجلس معظمنا مع نفسه ليضع خطة للعام القادم، لأهداف نريد أن نحققها، أخطاء لا نريد تكرارها، عادات نريد أن نكتسبها أو حتى كتب كنا نريد أن نقرأها منذ مدة.
كآباء، نحن نفكر دائماً في أطفالنا، وفي مستقبلهم، وكيف نساعدهم ليكونوا أشخاصًا أفضل، لذا ينبغي لنا استغلال موسم السنة الجديدة لنساعدهم في وضع خطة للعام القادم، وسيكون الوقت الذي تقضيه مع طفلك في التخطيط للعام القادم وقتًا ممتعًا وثمينًا بلا شك!
وهناك ثمانية أمور عليك مراعاتها عند مساعدة طفلك في كتابة خطته للعام الجديد، وهي:
1- اكتب خطتك وأطلعه عليها
من المهم عند تشجيع طفلك لفعل أي شيء، أن تكون مثالًا جيدًا على ذلك، لذا اكتب خطتك وشاركه بها، سيكون طفلك سعيدًا بتقليدك في هذا الأمر كما يقلدك في الأمور الأخرى تماماً.
2- حافظ على إيجابيتك عند وضع القرارات
ابتعد عن النظر لأخطاء الماضي، فالعام الجديد يعني فرصة للبدء من جديد، ومعاتبة ذاتك أو معاتبة طفلك لن يفيد في شيء، فقط سيزيد من إحباطك ويعطلك عن المُضي قدمًا لوضع خطط جديدة.
بدلًا من ذلك، ابدأ بتذكر قائمة الإنجازات التي حققها طفلك في العام الماضي، ذكره بكل التحديات التي واجهها وظن أنه عاجزٌ أمامها ولكنه تغلب عليها ببذله بعض المجهود الإضافي. هذا سيؤكد له أنه قادر على تحقيق الأهداف التي يرغب بها للعام المقبل.
اسأل طفلك: “ما هي الأمور الرائعة التي ترغب بها لهذا العام؟ ماذا تريد أن تحسّن؟ وماذا ستفعل لتكون أسعد؟”
3- لا تملي على طفلك خططه وأهدافه
مهما بدا الأمر مغريًا، حاول ألا تجعل طفلك يكتب الأهداف التي تعتقد أنها الأفضل له، فيجب أن تكون أهدافه نابعة منه وتعكس الأمور التي تهمه، بما يناسب عمره وتفكيره في هذه المرحلة. دعها تكون نابعة منه، فبهذه الطريقة سيتعلم طفلك أن يخطط لنفسه ويصنع قراراته دائماً.
4- احصر قائمة القرارت وحددها
إن آخر ما نريده عند وضع القرارات أن ينتهي الأمر بنا بوضع قائمة طويلة جدًا للكثير من القرارات التي سيكون من المستحيل إنجازها خلال سنة واحدة.
لتفادي حدوث ذلك، أحضر ورقة بيضاء وساعد طفلك ليضع هدفين أو ثلاثة فقط على الورقة، اترك بينهم مسافة لتضع فيها خطوات تحقيق هذا الهدف بشكل مختصر. وحاول أن تكون هذه القائمة منطقية ومناسبة لعمره.
5- اكتسب العادات التي تساعدك على تحقيق أهدافك
يستلزم الشخص ستة أسابيع كي يكتسب عادة جديدة أو يتخلص من عادة قديمة ولا يمكن فعل ذلك فجأة، لذلك عند رغبتك في اكتساب عادة ما، حاول أن تقسمها إلى عادات صغيرة سهلة جدًا وقد تكون سخيفة تقوم بها لمدة ستة أسابيع حتى تصبح عادة دائمة لديك. مثال على ذلك: إذا كانت إحدى أهداف طفلك أن يرفع من درجاته الدراسية، فعليه أن يطور عادات تساعده على ذلك، ففي الأسبوع الأول سوف يقوم بالحرص على التركيز في كل الحصص، في الأسبوع الثاني سوف يراجع دروسه في البيت، في الأسبوع الثالث سيحل مسائل إضافية… وهكذا حتى تصبح لديه الدراسة اليومية عادة سهلة وبديهية.
6- تابع طفلك ليلتزم بخطته، لكن دون أن تصرّ عليه وتزعجه
تابع خطة طفلك بين الحين والآخر كي ترى كيف يبلي، لا تقلق بشأن فترات الانقطاع بل توقّعها، ففقدان الحماس قد يحدث ليومين أو ثلاثة، وقد لا تنجح بعض الطرق أحيانًا فيجرب طفلك طرقاً أخرى، أو قد تخرج مع طفلك في إجازة لا يلتزم خلالها بخطته فتكون فترة راحة له.
إذا شعرت أن طفلك بدأ يفقد الحماس في الالتزام بخطته، قم بتذكيره بأهميتها وأشعره بأنه قادر على تحقيقها، ويمكنك تجربة وضع لوح لأهدافه في غرفته حتى تبقى كتذكير دائم له.
7- ضع خططًا لتنجزها مع العائلة
جرب أن تجلس كل العائلة وتقرر معًا بعض الأنشطة المفيدة للقيام بها للسنة القادمة، يإمكانكم مثلًا التسجيل معًا في نادٍ رياضي، وأن تشجعوا بعضكم البعض للذهاب وممارسة بعض الرياضة. أو أن تقدموا خدمة تطوعية ما لمجتمعكم، كالمساعدة في تنظيف حديقة عامة أو توزيع المساعدات على المحتاجين.
هذه الروح الجماعية ستضيف بعضاً من الحماس وتشجع الجميع على الإنجاز.
8- اجعل من التخطيط للعام طقساً سنوياً
لابد أن الجميع يشعر أن العائلات أصبحت أبعد عن بعضها البعض، فلم يعد أحداً يشارك ما يهمه مع عائلته، جرب أن تجلس مع عائلتك دون أية أجهزة إلكترونية والحديث والتشاور فيما بينكم، اجعل هذه الجلسة تكون مليئة بالمرح حتى يتحمس لها الجميع للعام القادم.
تقول إحدى التربويات أن من المهم عند خلق طقسٍ ممتعٍ أن تحاول إشراك الحواس الخمس في ذلك، حضر حلوى لذيذة وزين المنزل وضع الموسيقى التي يحبها الجميع كي تكون جلسة إيجابية ولا تُنتسى.
ونتمنى لكم عامًا سعيدًا مليئًا بالإنجاز!
كل عام وأنتم بخير