- الأجهزة الذكية واللوحية لا يمكن مقاومتها من طرف الأطفال، ولكن الكثير من الآباء ليسوا واثقين من كيفية السماح لطفلهم باستخدامها.
- كما أن العلماء لا يعلمون فعلاً كيف تؤثر هذه الشاشات على تطور دماغ الطفل.
- وفي الوقت نفسه، لا يوجد دراسات واضحة تبين الوقت الصحيح لاستخدام الأطفال للأجهزة.
- الخبر السار: بدأ الخبراء باكتشاف بعض الفوائد المحتملة لاستخدام الأطفال للأجهزة الذكية.
الأجهزة الذكية موجودة الآن في 89% من منازل الولايات المتحدة الأمريكية، وقريباً من هذه النسبة في وطننا العربي كذلك، في أيدي الأطفال الأقل من 8 سنوات.
ولو كنتم من الآباء الذين يخافون من كمية الوقت الذي يقضيه أطفالكم أمام شاشات التلفاز والأجهزة الذكية وغيرها، فأنتم لستم الوحيدون.
فوفقاً لبعض الأدلة ، يقول كريس فيرغسون ” أخصائي علم النفس السريري الذي يدرس آثار وسائل الإعلام على الأطفال في جامعة ستيتسون” ، إن الاستخدام المفرط للتقنيات مثل تطبيقات الهواتف الذكية وألعاب الفيديو قد يكون مجرد جانب واحد من المشكلات الصحية العقلية الأساسية الكامنة. بمعنى أن هناك الكثير من الأسباب والعوامل التي تؤثر على صحة العقل عند الطفل وربما يكون أحدها هو استخدام الهواتف الذكية والتلفاز.
“وبعبارة أخرى، فإن الشخص يعاني بالفعل من الاكتئاب، والقلق، واضطراب نقص الانتباه – شيء من هذا القبيل – قبل أن يبدأ أصلاً في إيجاد صعوبة في تنظيم استخدام هذه الأجهزة”. وأضاف فيرغسون: “ليس من الواضح ما إذا كانت التكنولوجيا نفسها تتحمل أي لوم، بخلاف كونها ملاذاً جيداً”.
لكن ديمتري كريستاكيس ، طبيب الأطفال في مستشفى سياتل للأطفال ، يقول إن مثل هذه الاختلافات لا تنفي احتمال حدوث ضرر، خاصة بين الأطفال الصغار.
في حين أن كثير من الآباء على قناعة أن الطفل ذو السنتين من العمر لا يجب أن يستخدم الأجهزة الذكية إطلاقاً، فإن أحدث دراسات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، والتي نُشرت في نوفمبر 2016 ، خفضت هذا العمر إلى 18 شهرًا ، مع الإشارة إلى أن التعرض للشاشة في عمر 18 شهرًا وأصغر لا يبدو أنه يمنح أي فوائد.
لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن الحد العمري ليس دقيقاً للغاية.
في إحدى النتائج المفاجئة لدراسة حديثة أجريت على 25 عائلة تطوعت للسماح للباحثين بتسجيل جلسات قصيرة لدردشة الفيديو مع الأجداد على فيس تايم وسكايب و Google Hangouts. قال الباحثون أن الأطفال من عمر 6 أشهر إلى 24 شهراً ، “حققوا نجاحًا ملحوظًا” في التركيز ومتابعة إرشادات الشخص المقابل (في هذه الحالة أجدادهم على الشاشة)، وهي خاصية يطلق عليها الاهتمام المشترك ” وهو أساس لتعلم اللغة والتفكير التجريدي ومجموعة من القدرات الأخرى، بما في ذلك وسيلة لإقامة علاقات عاطفية مع أفراد العائلة للمسافات البعيدة”.
ما هي المدة المناسبة لاستخدام الطفل للجهاز الذكي؟
الكثير من الدراسات أشارت إلى أن استخدام الأطفال للأجهزة الذكية يجب أن لا يتجاوز الساعتين من الزمن في اليوم الواحد، وفي أحدث توصية للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال قللت عدد الساعات إلى ساعة واحدة للأطفال من سن 2 إلى 5 سنوات في اليوم والواحد، وأوصت كذلك بالتركيز في هذه الساعة على البرامج والتطبيقات التعليمية المفيدة للطفل.
كما أوصت الدراسات الأهالي بإغلاق كل الشاشات وقت اجتماع العائلة على موائد الطعام حتى يزيد التواصل بين أفراد الأسرة، وكذلك بمنع استخدام هذه الأجهزة قبل النوم بساعة على الأقل لأن هذه الشاشات تؤخر النوم وتقلل من نوعيته عند الأطفال.
وبالعموم فإن الأهل نفسهم هم من قد يحدد الوقت المناسب لأطفالهم على حسب اهتماماتهم واحتياجاتهم وفهمهم لهم، بناء على هذه الدراسات ولكن المعظم متفقون على أن الحد الأعلى يجب أن لا يتجاوز الساعتين يومياً.
ونصيحة من تطبيق لمسة، احرصوا كل الحرص أن تكون المدة التي يقضيها أطفالكم على الجهاز الذكي مليئة بالفائدة والمعلومة بالإضافة إلى المتعة، فأنتم المسؤولون أولاً وأخيراً عن صحة أطفالكم العقلية والجسمية والنفسية والاجتماعية وغيرها.