لا ينكر أحد بوجود فائض في نصائح تربية الأطفال الناجحين، ولكن في محاولتنا للعب دور القدوة لأطفالنا للمساعدة في ضمان نجاحهم، هل ننتجُ صفاتٍ غير مخطط لها وغير مرغوب فيها؟
في العدد الصادر في ديسمبر 2019 من The Atlantic، يسلط آدم غرانت، عالم النفس المشهور في وارتن (وزوجته أليسون سويت غرانت) الضوء على الآثار الجانبية لتركيزنا على النجاح.
ووفقًا للثنائي، عندما تم عمل استبيان للآباء والأمهات، فإن أكثر من 90% منهم قالوا أن تربية طفل لطيف وطيب يمثل أولوية قصوى، ومع ذلك، كما يظهر في تقرير جامعة هارفارد، عندما تم سؤال أطفال هؤلاء الآباء، فإن 81% يقولون أن والديهم يقدمون النجاح والسعادة على الاهتمام والرعاية واللطف.
ولأن الكلمات لا تتطابق مع الصور. كما يشير جرانت، “يتعلم الأطفال ما هو مهم للبالغين ليس من خلال الاستماع إلى ما نقوله، ولكن من خلال ملاحظة ما يجذب انتباهنا.”
كلنا يريد لأطفاله أن يكونوا ناجحين ولطيفين في نفس الوقت، لكننا نركز كثيرًا على النجاح الأمر الذي يؤثر على اللطف والطيبة، والبحوث تؤكد هذا التأثير، حيث أظهرت دراسة لجامعة ميشيغان نشرت في مجلة ” Personality and Social Psychology Review” أن طلاب الجامعات أظهروا انخفاضًا كبيرًا في إظهار اللطف والتعاطف على مدار 30 عامًا (من 1979 إلى 2009).
الحقيقة هي أن النجاح والعطف ليسا متعاكسين، في الواقع، فإن التركيز على الأخير يولد الأول. يقول جرانت: “القليل من الأدلة يشير إلى أن الأطفال الذين يساعدون الآخرين ينتهي بهم الأمر إلى تحقيق أكثر من أولئك الذين لا يفعلون”، وهذا يشمل السلوك في مكان العمل، حيث أظهرت دراسة أجراها مركز القيادة الإبداعية أن التعاطف هو المحرك الحاسم لأداء وفعالية القائد.
إذاً يمكننا قطف ثمار النجاح والسعادة معاً من خلال تمكين نجاح الطفل بتعليمه اللطف، قوموا بذلك عن طريق تعليمه اللطف كقيمة أساسية.
وإليكم أفضل النصائح للقيام بذلك:
-
أنشئوا أطفالكم على اللطف أولاً، ثم النجاح ثانياً
تذكروا أن أطفالكم يلاحظون أفعالكم أكثر من استماعهم لأقوالكم، لذا حاولوا كل جهدكم أن تظهروا الطيبة وحسن التعامل مع المحيطين، سواء كانوا كباراً أو صغاراً، وحاولوا أن ترفقوا سؤالاً عند استفساركم “كيف قدمتم بالامتحان؟” بـ “ماذا فعلتم من شيء طيب اليوم؟”، وأثنوا عليهم أكثر عند قيامهم بفعل فيه لطف وخدمة ومساعدة للآخرين.
-
امنحهوهم فرصة لممارسة اللطف في حياتهم
اللطف هو اختيار وليس عمل رتيب، لذلك امنحوا أطفالكم فرصة لاختيار الطيبة وتجربتها، شجعوهم على القيام بأمر طيب مع أناس محتاجين، وتابعوهم وشجعوهم لتصير عندهم عادة.
-
أظهروا انزعاجكم مع التصرف القاسي مع الناس
عندما تمرون بموقف فيه قسوة مع الناس أظهروا انزعاجكم منه أمام أطفالكم، ولا تترددوا أبداً في تعليمهم كيف أن هذا التصرف أثر على شعور هذا الشخص سلباً، وأنه لا يجب أن نجعل أحد آخر يشعر بهذا الشعور.
حتى عندما يتعرض طفلكم إلى الإساءة، شجعوه أن يتحدث عن الأمر، وأخبروه أنه لا بد من معاملة الناس بطيبة حتى لا نجعلهم يشعرون بنفس شعوره السيء حالياً.
عندما تصرون على أهمية إظهار اللطف كإصراركم على الإشارة إلى تأثير غيابه، فأنتم عندها تساعدون على تكوين عادات، وتذكروا أن هذه العادات الطيبة تؤدي إلى النجاح.
لذلك إذا كنتم تريدون أن يكون طفلكم منظمًا أو ناجحًا بشكل احترافيٍ، فركزوا على اللطف وستحصلون على النجاح معه.