بالأمس ذهبت إلى التسوق مع زوجتي، ونحن في السوق شاهدت موقفاً جعلني أعيد حساباتي من جديد في كيفية تعاملنا مع أطفالنا، رجل وزوجته ومعهم طفل لا يتجاوز الثماني أشهر، ولأنه طفل فقد كان كلما مر بجانب أي شيء من الأشياء المعروضة على الرفوف سارع بمد يده ليلتقطه ويعرف ما هو بفضوله الطفولي المعتاد، وبعد ثلاث أو أربع جولات من المحاولات، حيث كان الطفل في يدي أبوه، نهره الأب وقال له: اعقل ما هذا التصرف ال”الأهبل” الذي تقوم به!!!!
دهشت أنا وزوجتي من تصرف الأب الذي كان يتكلم في ساعة غضبه مع طفله ذو الثمان أشهر كأنه رجل بالغ عاقل يعرف ماذا يفعل….
نظرت إلى زوجتي وقلت لها هل رأيتِ تصرف هذا الرجل، فقالت باستغراب نعم!!
هنا عدت بالذاكرة إلى السنوات الأولى من الأبوة، وسألت زوجتي: هل كنا نتصرف هكذا مع أطفالنا نحن أيضاً؟!!!
وبقي السؤال معلقاً….
أحياناً في مشوارنا اليومي في تربية أطفالنا قد ننسى أنهم مازالوا صغاراً يتعلمون منا كيفية التعاطي مع الحياة، وننسى أننا نحن الآباء ولسنا الأطفال، فنحن الأكبر سناً، لذا يجب أن نحرص على أن نتصرف من هذا المنطلق حتى فى أصعب الظروف!
فلنترفق قليلاً بأطفالنا، لنقف قليلاً وننظر من بعيد قليلاً لتصرفاتنا مع أطفالنا، هل هذه التصرفات هي التي ستنتج جيلاً قادراً على حل مشكلاته بنفسه، وهل بتصرفاتنا مع أطفالنا ننمي شخصياتهم أم نحطمها…
فلنتقبل اللحظات الحالية التى نحياها مع أطفالنا بسرور بدلاً من أن نتمنى لو كانوا أصغر أو أكبر من سنهم الحقيقية .