دائماً ما كنت قاسية جداً مع نفسي فيما يخص التربية و التعامل مع أطفالي، وهذه طريقة جيدة بالنسبة لي حتى أحاول دائماً تقديم كل ما يحتاجه أطفالي، ولكن أنه أمر متعب كذلك لأنني كثيراً ما أستيقظ ليلاً متمنيةً لو أن ردة فعلي كانت مختلفة، ويساورني شعور بالذنب.
إن محاسبة النفس أمر جيد، ولكن عدم مسامحتها شيء سيء، لأننا كلنا نرتكب الأخطاء، وأكثر ما يمكن أن نعترف به لأنفسنا وأطفالنا أننا، في الواقع، لسنا مثاليين.
“إن محاولة الوصول للكمال في التربية هو أسوأ ما قد نقوم به كآباء”
لذلك فمن الأفضل أن نكون صريحين في إنسانيتنا وتعاملنا مع أطفالنا، لأنه يمكن أن يساعد أطفالنا في الواقع على الشعور بمزيد من الحب، وهذا هو هدفنا النهائي كآباء.
وفي البداية هذه آراء شخصية حول مسائل تربية الأطفال، لكن هذا لا يعني أنني على صواب دائمًا! أولاً وقبل كل شيء، يجب عليكم معرفة ما هو أفضل لكم ولأطفالكم، حيث أن هذه مجرد بعض الأفكار حول ما عشته كأم، والطرق التي نجحت بالنسبة لي.
خمس طرق لنكون آباء عظماء، وننشر لغة الحب بيننا وبين أبنائنا:
-
بدايةً وأول كل شيء، اعترفوا بأنكم كنت مخطئين أو أنكم ارتكبتم خطأ واطلبوا المسامحة منهم.
كيف أتوقع أن أظهر لطفلي أن الله يحبه على الرغم من أخطائه إذا لم أستطع حتى الاعتراف بأنني ارتكبت أخطاء؟
من المهم جدًا أن يرى طفلكم أنكم لستم مثاليين، فهذا سيجعلهم يشعرون بأنهم مفهومون ومحبوبون ويريدون أن يتبعوا خطاكم في الاعتراف بالخطأ وطلب السماح.
-
استمعوا لهم من لحظة ولادتهم
ابذلوا قصارى جهدكم للتأكد من معرفتهم أنكم تستمعون إليهم، ليس بأذنيكم فقط، بل بقلوبكم وعقولكم أيضاً، ولا تنسوا إجاباتكم على استفساراتهم.
ابني يعرف أنني لا أستمع له، وردت فعله دائماً تكون: ” أمي، أنتي لا تهتمين بما أقوله!” إنه يكسر قلبي، وأنا أعود مرة أخرى إلى حقيقة أنه يريد فقط حبي واهتمامي.
-
أشعريهم بالأمان والسلام والسعادة في المنزل
تعتبر هذه النقطة من أصعب الأمور، وللأسف من الصعوبة علي الاعتراف بهذا، فالحياة سريعة وخصوصاً داخل المنزل، أنا مشغولة دائماً، لذلك لا أجد وقتاً للعب معهم، وهذه أيضاً تعتبر نقطة خلاف بيني وبين زوجي، لأنني وضعت تنظيف البيت في المقدمة على التعامل مع طفلي، وهذا بكل تأكيد ليس ممتعاً للأطفال.
حيث أنني أواجه مواسم اكتئاب، والتي بدورها تؤثر في النهاية سلبًا على ابني، فالحياة ستستمر، لذلك مرة أخرى ، أسدي نفسك معروفاً وارتاحي، لأن غدًا سيكون يومًا جديداً وبإمكانك دائمًا القيام بعمل أفضل، وحاولي من جديد لنشر السعادة والأمان في مملكتك.
-
ضعي الله أولاً، وزوجكِ ثانياً، وأطفالكِ ثالثاً.
هناك الكثير من الأمهات اللاتي وضعن أولادهم في المرتبة الأولى، لكن اسمحوا لي أن أشرح لماذا يعد هذا خطأ إذا تم تطبيقه في حياتكم، لأنه إذا لم تكن علاقتكن مع الله ومع أزواجكن في المكان المناسب، فسيعاني أطفالكم، لأن الاهتمام بعلاقتكم مع الله سوف تساعدكم في النهاية، والتي بدورها ستنعكس إيجاباً على الأطفال.
في الوقت نفسه، أيها الرجال إذا كانت علاقتكم مع زوجاتكم غير صحية، فسوف يلاحظ أطفالكم ذلك، وسوف يؤثر عليهم سلباً.
-
وأخيراً وليس آخراً، تذكري أنك أنت الأم.
دائماً ما كنت المدللة في العائلة، لذلك فمن الصعب علي أن أرى طفلي يعاني، ولا يحصل على ما يريده، وأريده أن يكون سعيداً دائماً، ولكن الأطفال لا يعرفون الصواب من الخطأ، وهم بحاجة دائماً إلى من يوجههم للطريق الصواب، وللاختيارات الصحيحة، لذلك تذكري أنك أنت الأم في علاقتك مع أطفالك، وأنت من تقررين الخطأ من الصواب حسب خبرتك وليس هم.
ابني يعرف كيف يتلاعب بي، ولكن عندما يتعلق الأمر بزوجي، فمن المستحيل أن يأخذ ما يريده، إنه لأمر محبط لأنني لاحظت أنه عندما يطلب منه زوجي أن يفعل شيئًا ما، يفعل ذلك معظم الوقت، أما إذا قمت أنا بذلك، فإن الأمر يشبه مطالبة غوريلا بحضور حفل الشاي الخاص بي! ومع ذلك، وعلى الرغم من أن زوجي أكثر انضباطاً، إلا أن ابني لا يزال يعشقه.
لذلك مما تعلمته عندما تضبطين أطفالك، فهذا لن يجعلهم يكرهونك، بل ستجعلينهم يحترمونك ويطيعونك، مما يجعل الحياة في النهاية أفضل للجميع.